وسائل إعلام إفريقية: جهود الدوحة تُحرّك التسوية

عربي ودولي
62
قطر تشارك في أول اجتماع للإشراف المشترك على اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا..
❖ عواطف بن علي
في خطوة جديدة نحو تخفيف حدة الصراع في منطقة البحيرات الكبرى في إفريقيا، عقدت رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية أول اجتماع للجنة الإشراف المشتركة في 31 يوليو 2025، في العاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك في أعقاب توقيع اتفاق سلام تاريخي في يونيو الماضي. ويبرز في هذا السياق الدور المحوري الذي لعبته دولة قطر في التوصل إلى هذا الاتفاق، بوصفها شريكًا دبلوماسيًا فاعلًا في مسار السلام الإفريقي.
– قطر شريك أساسي
شاركت قطر في الاجتماع الأول للجنة الإشراف كمراقب رئيسي إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي وجمهورية توغو، التي أدت دور الوسيط باسم الاتحاد الإفريقي. وتعد اللجنة الجديدة منتدى دائمًا لمتابعة تنفيذ اتفاق السلام وتسوية النزاعات، في ظل تعقيدات المشهد الميداني في شرق الكونغو. في أواخر أبريل الماضي، وقّعت الكونغو ورواندا إعلان مبادئ في واشنطن العاصمة الأمريكية، بشأن احترام سيادة الدولتين والتزامهما الجاد بحل الخلافات من خلال الوسائل السلمية والتفاوض. وكان لقطر دور محوري في التوصل إلى الاتفاق، حيث اعتبرت وزارة الخارجية توقيع إعلان المبادئ «خطوة إيجابية ومهمة نحو تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة».
وأعربت حكومتا رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، في بيانات رسمية عقب الاجتماع، عن تقديرهما الكبير للمساهمات «القيّمة والجهود المشتركة» التي بذلتها قطر إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي. هذا التقدير يعكس ثقة الأطراف في قدرة الدوحة على التوفيق بين المصالح المتباينة، بل وتعزيز فرص الحلول السلمية في بيئة تشهد تاريخًا طويلًا من العنف وعدم الاستقرار.
– خطوات مهمة
وبحسب تقارير متعددة، من بينها ما نشرته منصة Eastleigh Voice الكينية ووكالة StratNews Global، فإن الاجتماع شهد اختيار رؤساء للجنة الرقابة، واعتماد إطار عملها، بالإضافة إلى التحضير لعقد أول جلسة لآلية التنسيق الأمني المشترك، التي يُعوّل عليها كثيرًا في استعادة الثقة بين البلدين الجارين.
وقالت التقارير الإعلامية إن كلا من رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية أعربت عن تقديرهما للمساهمات «القيّمة والجهود المشتركة» التي قدمها الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة وقطر في دفع الاتفاق قدمًا.
كما أبرزت أن الاتفاق الذي تم توقيعه في يونيو جاء تتويجًا لمحادثات دبلوماسية امتدت لأشهر بقيادة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويهدف إلى إنهاء القتال الذي أودى بحياة الآلاف وشرد الملايين في منطقة غنية بالموارد الطبيعية الحيوية للاقتصاد العالمي.
يبقى التنفيذ العملي للاتفاق هو التحدي الأبرز في المرحلة القادمة. ومع ذلك، فإن مشاركة قطر النشطة، وتقدير الأطراف لدورها، يفتح الباب أمام تحولات إيجابية في كيفية مقاربة أزمات إفريقيا، بما يجعل من الدوحة فاعلًا دبلوماسيًا موثوقًا ليس فقط في الشرق الأوسط، بل وفي القارة الإفريقية.
لا تزال الطريق نحو السلام في شرق الكونغو محفوفة بالعقبات، لكن الدبلوماسية القطرية أثبتت مرة أخرى أنها قادرة على المساهمة بفعالية في نزع فتيل النزاعات وتعزيز الحوار السياسي البناء، وهي مهمة تحتاج اليوم إلى دعم دولي حقيقي، وإرادة محلية متجددة.
مساحة إعلانية