أخبار العرب والعالم

رئيس الوزراء: سلاح التجويع في غزة وصمة عار للإنسانية

عربي ودولي

0

معاليه افتتح منتدى الأمن العالمي..

29 أبريل 2025 , 07:00ص

alsharq

❖ عواطف بن علي

■ النزاعات لم تعد أحداثاً عابرة بل تحولت إلى ظواهر


■ ما يجري في قطاع غزة يقدم لنا دروساً مؤلمة


■ موت الأطفال جوعاً بات يستغل سلاحاً لتحقيق مآرب سياسية ضيقة


■ في سوريا شعب يعمل على رسم صورة جديدة لبلاده


■ مشاركون: المنتدى منصة دولية في الدوحة لبحث الحلول


افتتح معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أمس، أعمال منتدى الأمن العالمي 2025 في نسخته السابعة تحت شعار «تأثير الجهات الفاعلة غير الحكومية على الأمن العالمي»، والذي يستمر حتى 30 أبريل الجاري.


أشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في كلمته خلال افتتاح المنتدى إلى الأهمية الاستثنائية لمنتدى الأمن العالمي، الذي يُعقد في وقت يحتاج فيه العالم إلى حوار عميق وصادق، وإلى شراكات مبتكرة قادرة على التصدي لتحديات العالم المضطرب. وقال معاليه: «في هذا الوقت، يكتسب هذا المنتدى أهمية استثنائية، إذ يجمعنا في لحظة يحتاج فيها العالم – أكثر من أي وقت مضى – إلى حوار عميق وصادق، وإلى شراكات مبتكرة قادرة على مواجهة تحديات عالمنا المضطرب، حيث يشهد نظامنا الدولي اليوم تحولات جذرية تفرض علينا إعادة تقييم مفاهيمنا حول الأمن والاستقرار».



 وسلط معاليه الضوء في كلمته على الأزمات الممتدة من أوكرانيا إلى غزة، مؤكدا أن النزاعات لم تعد أحداثا عابرة، بل تحولت إلى ظواهر مترابطة تتطلب إرادة سياسية جماعية وإستراتيجيات شاملة لإعادة البناء ليس على المستوى المادي فقط بل والاجتماعي والنفسي أيضا. وقال معاليه: «يشهد نظامنا الدولي اليوم تحولات جذرية تفرض علينا إعادة تقييم مفاهيمنا حول الأمن والاستقرار. ولم تعد الصراعات أحداثا عابرة يمكن احتواؤها، بل تحولت إلى ظواهر ممتدة تتوالد وتتداخل، فارضة على العالم أزمات متشابكة يغذي بعضها بعضا، من أوكرانيا إلى غزة، مرورا بالأزمات المتعددة في منطقتنا».


وقال معالي رئيس مجلس الوزراء «إن ما يجري في قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف يقدم لنا دروساً مؤلمة حول هذه الديناميكية. فوسط دمار غير مسبوق وكارثة إنسانية تجاوزت كل الخطوط الحمراء، للمنظمات الإنسانية والمبادرات المحلية دور بالغ الأهمية في إبقاء شريان الحياة متدفقاً، وفي نقل معاناة المدنيين إلى العالم. وأكثر ما يؤلم، ويمثل وصمة عار على جبين العالم كله، أن الغذاء والدواء بات سلاحاً في هذه الحرب، فيستغل موت الأطفال جوعاً وبرداً سلاحاً لتحقيق مآرب سياسية ضيقة».


وبين معاليه أنه «رغم قتامة المشهد العام، تلوح بوادر إيجابية يجب التمسك بها وتعزيزها، ففي سوريا نرى الدولة التي يعاد بناؤها وشعب يعمل على رسم صورة جديدة لبلاده مع إدراك دقة المرحلة والحاجة إلى خطاب وطني جامع». وأضاف «وفي لبنان، يمثل انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة فرصة لإعادة إحياء المؤسسات وتعزيز الثقة بالدولة ومستقبلها، شريطة أن يتزامن ذلك مع إصلاحات جوهرية وإشراك حقيقي للمجتمع المدني».


وشدد معاليه: «لطالما كانت دولة قطر ملتزمة بمبدأ الحوار كوسيلة أساسية لحل النزاعات وبناء السلام. من خلال تجاربنا المتعددة في الوساطة وحل النزاعات، أدركنا أن بناء السلام الحقيقي يتطلب فتح قنوات حوار مع جميع الأطراف المؤثرة، واحترام خصوصيات كل مجتمع، والاعتراف بالمظالم التاريخية، والعمل على معالجتها بروح من العدالة والمصالحة».



– قضايا أمنية وإنسانية


شهد المنتدى سلسلة من الجلسات الحوارية والنقاشات رفيعة المستوى، تناولت قضايا أمنية وإنسانية ذات أبعاد إقليمية ودولية، بمشاركة نخبة من المسؤولين والخبراء.


 افتُتحت الفعالية بجلسة رفيعة المستوى استضافت السيد أرمين غريغوريان، أمين مجلس الأمن في جمهورية أرمينيا، في حوار مباشر أدارته كانديس روندو، المديرة العليا في منظمة «أمريكا الجديدة» وأستاذة في جامعة ولاية أريزونا. وركز النقاش على التحديات الأمنية الإقليمية والدولية، لا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وأهمية بناء نظم أمن جماعي يتسم بالمرونة والاستباقية. كما تطرق غريغوريان إلى موقع أرمينيا في السياق الجيوسياسي الراهن، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون متعدد الأطراف، والاعتماد على النهج الوقائي في السياسات الأمنية.


الحوار أتاح منصة لعرض وجهات نظر إستراتيجية من داخل منطقة القوقاز، وربطها بالأمن الأوروبي والدولي، مع التأكيد على أن معالجة النزاعات المعقدة تتطلب شراكات بنَّاءة وحوارًا قائمًا على الثقة المتبادلة. كما استعرض أمين مجلس الأمن في جمهورية أرمينيا، السيد أرمين غريغوريان، التحديات الأمنية التي تواجه بلاده والمنطقة، مسلطًا الضوء على أهمية التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات في مواجهة التهديدات المعاصرة.


تلا ذلك كلمات رفيعة المستوى من الرئيس التنفيذي لصندوق العراق للتنمية محمد النجار، الذي ركّز على أهمية التنمية كأداة للاستقرار، مشيرًا إلى التقدم الذي تحرزه العراق في مشاريع إعادة الإعمار، والحاجة إلى دعم دولي مستدام.


ونُظمت جلسة حوارية تناولت أبعاد المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، حيث ناقش مجموعة من الخبراء الأمريكيين احتمالات التوصل إلى اتفاق وتأثير ذلك على أمن الشرق الأوسط. قدّم المشاركون تحليلاتهم لنتائج الجولة الثالثة من المفاوضات، وأكدوا أن أي تقدم في هذا المسار ستكون له انعكاسات إستراتيجية على المستويين الإقليمي والعالمي.


كما خصص المنتدى جلسة نقاش موسعة حول دور المنظمات الإنسانية في مناطق النزاع، تطرقت إلى التحديات الميدانية التي تواجهها فرق الإغاثة، خصوصًا في ظل التغيرات الجيوسياسية وازدياد القيود المفروضة على الوصول. ناقش المتحدثون أهمية الحياد الإنساني، وطرحوا إستراتيجيات مبتكرة للتفاوض على الأرض، مع التركيز على حماية العاملين وتوسيع الأثر الإغاثي رغم الظروف المعقدة.


– منصة دولية هامة


وبيَّن عدد من المشاركين في المنتدى في تصريحات لـ «الشرق» أهمية المنتدى كمنصة دولية تستضيفها الدوحة لمناقشة التحديات الأمنية والإنسانية الملحة التي أصبحت تهديدات خطيرة للأمن الإقليمي والدولي. وأوضحوا أن منتدى الأمن العالمي نجح في استقطاب شبكة واسعة من أبرز المسؤولين والخبراء رفيعي المستوى على الصعيد الدولي لإيجاد الحلول الفعالة وخلق شبكات وشراكات مبتكرة وفاعلة تعمل على حل الأزمات أو على الأقل التقليص من تداعياتها الإنسانية.


وقال السيد ريان كروكر، الرئيس المميز للدبلوماسية والأمن في مؤسسة «راند»، إن أعمال منتدى الأمن العالمي 2025 في نسخته السابعة تحت شعار «تأثير الجهات الفاعلة غير الحكومية على الأمن العالمي»، فرصة لمناقشة التحديات الهائلة على جميع الأصعدة. مبرزا أن العالم يواجه صراعات أمنية كبيرة وخطيرة ويمر اليوم بواحدة من أسوأ لحظاته الأمنية، مؤكدا الحاجة الماسة إلى تفعيل أدوار المنظمات غير الحكومية في حل النزاعات واحتواء الأزمات المتفاقمة.


فيما أشارت السيدة فوزية كوفي، نائبة رئيس البرلمان سابقا بأفغانستان، إلى ضرورة مواصلة الحديث عن الأزمة في أفغانستان خاصة فيما يهم النساء والفتيات وحقهم في العمل والدراسة مشددة على أهمية أن يكون مثل هذا المنتدى فرصة لمناقشة القضية الأفغانية على المستوى الإنساني والاجتماعي خاصة. وأوضحت أن الجميع يشعر بالتفاؤل في كل مرة تستضيف فيها الدوحة محادثات حول أفغانستان وغيرها وأن القضايا المطروحة تحتاج مشاركة كل مكونات المجتمع الأفغاني إضافة إلى الجهد الدولي المشترك، موضحة أن الفاعلين غير الحكوميين يقدمون نماذج أكثر شمولية في تسوية النزاعات، اعتمادا على قنوات تواصل غير تقليدية وغير مباشرة. كما دعت كوفي إلى إعادة هيكلة المنظمات متعددة الأطراف، مثل الأمم المتحدة، لرفع كفاءتها وتعزيز دورها، منبهة إلى أن الواقع الجديد يعزز صعود القوى الصغيرة والجهات غير الحكومية في إدارة النزاعات.

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى