أخبار العرب والعالم

مؤسسات حقوقية وأممية: نحذر من خطورة التضليل الذي يمارسه الاحتلال بشأن السماح بإدخال المساعدات إلى غزة

عربي ودولي

62

20 مايو 2025 , 06:04م

alsharq

غزة.. رفح

غزة – قنا

حذرت شخصيات ومؤسسات فلسطينية رسمية وحقوقية وأخرى أممية، من خطورة التضليل الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بشأن السماح بإدخال جزئي للمساعدات الإنسانية والمواد التموينية إلى قطاع غزة، الذي يعيش مجاعة حقيقية بفعل الحصار والعدوان الإسرائيلي.


 وقال متحدثون وممثلون عن تلك المؤسسات في أحاديث منفصلة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن التركيز والضخ الإعلامي والسياسي الإسرائيلي مؤخرا، باتجاه عبور مساعدات إلى قطاع غزة، يأتي في إطار الخداع والتضليل الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي للمجتمع والمؤسسات والمنظمات الدولية، التي أعلت صوتها بضرورة وقف الإبادة الجماعية وحالة التجويع حتى الموت التي يمارسها الاحتلال في قطاع غزة.


  وأوضحوا أن تبريرات وتصريحات الاحتلال الإسرائيلي حول قرار إدخال بعض المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد نحو 3 أشهر من تفشي المجاعة، تشي بأن الاحتلال تعرض لضغوط خارجية من أجل اتخاذ القرار، لكن حكومة الاحتلال ستعمل على استغلال ذلك للتخفيف من الضغط الدولي عليها لوقف العدوان على غزة.


 وروج الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا موافقته إدخال مساعدات لقطاع غزة، بناء على توصية الجيش على أن تكون بالحد الأدنى، بما لا يزيد عن 9 شاحنات يوميا.


 وفي هذا الإطار، أكد إسماعيل الثوابتة مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن ادعاء الاحتلال بسماحه دخول 9 شاحنات فقط، محملة بمكملات غذائية محدودة للأطفال، لا تمثل سوى قطرة في بحر الاحتياجات العاجلة، ولا تلامس الحد الأدنى من متطلبات الحياة في القطاع الذي يعيش مأساة ومجاعة حقيقية.


 وأوضح في حديث لـ/قنا/، أن قطاع غزة، بحاجة يوميا إلى 500 شاحنة مساعدات، و50 شاحنة وقود، أي ما مجموعه 44,000 شاحنة كان يجب أن تدخل خلال 80 يوما، في ظل عدم دخول أي مساعدات حقيقية إلى القطاع، مع استمرار الحصار المحكم والمجاعة المتفاقمة منذ أكثر من 80 يوما.


 وشدد الثوابتة، على أن الاحتلال الإسرائيلي يغلق جميع المعابر بشكل كامل، ويمنع إدخال ولو حبة قمح واحدة منذ قرابة ثلاثة أشهر، في سياسة تجويع ممنهجة تستهدف 2.4 مليون إنسان أعزل.


من جهته، أكد الحقوقي صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن إدخال الاحتلال عددا محدودا جدا من الشاحنات، بعد حصار شامل خطوة شكلية مكشوفة، لتضليل الرأي العام واستمرار في سياسات الإبادة بحق الفلسطينيين.


 وقال في حديث لـ/قنا/، إن هذه الخطوة الهزيلة، التي جرى تسويقها على أنها “استجابة إنسانية لإنقاذ أهل غزة من الجوع”، ليست سوى محاولة مفضوحة لتضليل الرأي العام الدولي وتجميل صورة الاحتلال، في وقت يواصل فيه ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والتدمير المنهجي بحق سكان القطاع المحاصر.


 وأضاف “إدخال الاحتلال العدد الرمزي من الشاحنات لا يمكن تفسيره إلا ضمن سياق الاستهتار الفاضح بحياة المدنيين، والتوظيف السياسي للمساعدات الإنسانية”.


 وقال إن قدوم أفراد الشركات الأمنية الأمريكية رغم رفض الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية وكل مكونات المجتمع الفلسطيني للخطة الامريكية الإسرائيلية للمساعدات، يهدف فقط لتوظيف المساعدات في إجراء تغيير ديموغرافي، واستبدال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وباقي المنظمات الدولية، في إطار مخطط أوسع لتفريغ قطاع غزة من سكانه، وفرض ضمه القسري لدولة الاحتلال، عبر أدوات القتل، والتجويع، والترهيب، والتدمير الشامل.

وحذر الحقوقي صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، من محاولات الاحتلال تمرير هذه الخطوة بوصفها “انفراجة إنسانية”، داعيا المجتمع الدولي إلى رفض هذا النمط من الخداع الإنساني والسياسي، ورفض التعاطي مع المخططات الإسرائيلية والأمريكية لعسكرة المساعدات، والتأكيد على أن إدخال المساعدات إلى غزة هو حق واجب قانوني وأخلاقي لا يجوز إخضاعه للمساومة أو الابتزاز.


 وفي ذات السياق، عبر عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة / الأونروا/ عن الرفض القاطع من قبل المنظمات الأممية للخطة الأمريكية التي وصفها بأنها “محاولة لتفكيك الأونروا واستبدالها بكيانات محلية ومشاريع مؤقتة ذات طابع أمني”.


 وكشف في حديث لـ/قنا/، عن أن مضمون المقترح الأمريكي الذي يتكون من 30 صفحة، يتضمن انشاء مؤسسة توزيع مساعدات وفق اشتراطات أمنية صارمة، تشمل 4 نقاط في جنوب قطاع غزة، تخدم كل منها 300 ألف فلسطيني وتخضع لفحص أمني مقابل وجبة غذاء لا تتعدى 1400 سعرة حرارية متحكمة في النوع والكمية.


 وأشار إلى أن تأمين هذه العملية، سيتم عبر شركات أمنية دون أي ضمانات لحماية المستفيدين وإجبار السكان على التهجير القسري، محذرا من سابقة خطيرة تتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة التي ترفض أن تكون شريكة في التمييز، بتوزيع الغذاء والرعاية الصحية.


 وشدد المستشار الإعلامي للأونروا أن موقف المنظمات الدولية بما فيها الأونروا، وبرنامج الغذاء العالمي، واليونسيف، كان موحدا ورافضا لهذه الخطة سواء في اجتماعات مجلس الأمن، أو الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الخطة وغيرها، لا ترتقي للوضع المأساوي الذي يعانيه قطاع غزة من سياسة تجويع وتعطيش، وتدهور الوضع الانساني وارتفاع معدلات سوء التغذية بين المواطنين.


 من جانبه، وصف أمجد الشوا منسق شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، الخطة الأمريكية الإسرائيلية المتعلقة بمساعدات غزة، بـ/الفقاعات الإنسانية/، مؤكدا أنها تهدف إلى تجويع السكان وتهجيرهم قسرا إلى جنوبي قطاع غزة عبر نظام أمني مشدد، يدار بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، وشركات أمنية خاصة.


 ولفت في تصريحه إلى أن الخطة تعيد طرح أفكار رفضت سابقا وتدار حاليا بالتنسيق مع جيش الاحتلال وشركات أمريكية، وهي تستهدف في مرحلتها الأولى 50 بالمئة من السكان، مما يعني تجويع النصف الآخر وتعرضهم للقتل، في ظل عدم وجود أي ضمانات لحماية المدنيين.


 وحذر الشوا، من بدء تنفيذ فعلي للخطة الإسرائيلية الأمريكية في محور /موراج/ جنوبي قطاع غزة، وقال إن محدودية المساعدات التي تقتصر على نوع وكمية معينة، لا تقارن بما كان يدخل خلال فترة الهدنة من 600 شاحنة يوميا، ولا تكفي من حيث الكمية بحيث تتضمن وجبات طعام محددة السعرات.


 ونوه منسق شبكة المنظمات الأهلية، إلى أن المساعدات التي يدخلها الاحتلال والخطة ذاتها، لم تتطرق للمساعدات الضرورية والأساسية الأخرى، كالمساعدات الطبية والوقود، والخيام والمنازل المتنقلة.


 ويعيش قطاع غزة مجاعة حقيقية، وأزمة إنسانية في كافة مجالات الحياة، جراء استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الإسرائيلي عليه منذ السابع من أكتوبر2023، وسط حصار خانق فرضه الاحتلال عقب نقضه لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية مصرية ورعاية أمريكية، في التاسع عشر من يناير الماضي، واستئناف عدوانه في الثامن عشر من مارس الماضي، وفرضه عقوبات جماعية بمنع دخول المواد التموينية والمساعدات والأدوية والوقود وهو ما أفضى لحالة مأساوية يعيشها سكان القطاع  مع نفاد كافة المواد التموينية والغذائية.

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى