أخبار العرب والعالم

غزة تحفر بأظافرها لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض

عربي ودولي

48

إعطاب معدات رفع الركام يصعّب المهمة..

01 مايو 2025 , 07:00ص

alsharq

غزة.. محاولات إنقاذ من تحت الأنقاض

❖ غزة – محمـد الرنتيسي

ما زالت أمواج الحرب في قطاع غزة تهدر عالياً، ولا مؤشر على نهايتها، حيث يواصل الاحتلال سياسته في قتل كل ما يؤشر إلى الحياة، ويشدد في حصاره على من تبقى من الأحياء.


ولم تحسم أمور الهدنة الثانية بعد، فتبدو غزة كمنطقة هالكة، تغوص في أتون حرب مدمرة، آخر تداعياتها، إعطاب الجرافات وآليات رفع الركام، التي تعد ذراع غزة في البحث عن الضحايا والمفقودين، ما أضاف كابوساً جديداً، ليست غزة في وارد التفكير فيه، إذ باتت تحفر يائسة بأظافرها، لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وقد أضافت إلى ذاكرتها المثقلة بالدم والدمار حملاً جديدا.


وفي غمرة موجات القصف المتلاحقة، والتي لا تتوقف، لم يعد الوصول إلى جثامين الشهداء أمراً سهلاً، فأكوام الركام إلى ارتفاع، وفي الأحياء المدمرة حيث لا معدات ولا آليات، يستدل المتطوعون على وجود ضحايا تحت الردم، من خلال رائحة الجثث بعد أن تتعفن مع مرور الوقت.


يروي المواطن عبد العال زعرب من رفح، أنه وثلة من رفاقه المتطوعين، يسيرون في الشوارع والأحياء المدمرة، ويواصلون البحث عن الضحايا، من خلال تتبع الروائح، مبيناً أن التعرف على أصحابها صعب للغاية.


وبيّن زعرب أن ارتفاع درجة الحرارة، أخذ يسرّع من عملية تحلل الجثث العالقة تحت الأنقاض، لكن هذا «أرشدنا إلى أماكنها» لافتاً إلى صعوبة الوصول إلى الجثث وانتشالها، نتيجة للنقص الحاد في الآليات والمعدات اللازمة، وضيق المساحات نتيجة لحطام المنازل، الآخذ في التمدد طولاً وعرضاً.


والأكثر تردياً في أوضاع الغزيين في الحرب، انهيار المنظومة الإغاثية، وغياب أي وسيلة تعينهم على انتشال الضحايا، ليصبح مردودهم الوحيد التنقيب من خلال تعفن الجثث، والحفر بالأيدي والأدوات البسيطة، هذا إن توفرت، وفق قولهم.


ولعل المفردات المعاشة بشكل يومي في غزة، بين المناشدات المستمرة والبلاغات المتوالية عن وجود جثث تحت الأنقاض، كفيلة بأن توضح حجم المعاناة التي يعيشها الأهالي، وتصف الأوضاع المزرية التي يعيشها الغزيون.

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى