
عربي ودولي
148
غزة – موقع الشرق
توفي الناشط والباحث الفلسطيني حمزة العقرباوي، المعروف باسم “حكواتي فلسطين”، غرقًا بنهر النيل في مصر، بعدما سقط من القارب الذي كان يستقله في ساعات الليل، وتم انتشال جثمانه الثلاثاء.
ونقت وكالة قدس برس عما وصفتها بـ “مصادر مقربة” أن العقرباوي كان ممنوعًا من السفر، وكانت هذه أول رحلة له إلى الخارج.
ويُعرف العقرباوي بنشاطه المكثف في مقاومة الاستيطان الإسرائيلي، خصوصًا في مخيمات وبلدات نابلس، إضافة إلى مشاركته في الدفاع عن فلسطين عمومًا.
ولد العقرباوي عام 1984 في بلدة عقربا جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، ونشأ في بيئة ريفية متجذرة بالأرض والذاكرة الجمعية، وهو ما شكّل الأساس لمشروعه المعرفي في جمع الحكايات وتوثيق الذاكرة وربط المكان بالسرد.
ويشتهر العقرباوي بجمع الموروث الشعبي الفلسطيني، من أمثال وأهازيج ومعتقدات شعبية، كما كان ينظم جولات معرفية وعروضًا تعليمية في القرى والمواقع المفتوحة، محولًا الجغرافيا إلى نص حيّ، وساردًا القصص في سياقها الطبيعي.
كما أسس أرشيفًا ضخمًا يضم مئات الصور والوثائق التاريخية، بما في ذلك دفاتر قديمة ومراسلات ووثائق ملكية وشهادات، تغطي فترات زمنية تمتد من أواخر القرن التاسع عشر حتى أواخر القرن العشرين، ما يتيح قراءة دقيقة لتاريخ الناس والمكان.
واستند في عمله إلى منهج يجمع بين البحث الميداني والسرد الحكائي، مع إعادة الاعتبار للذاكرة الشفوية كمصدر معرفي حقيقي، لا مجرد حكايات للتسلية.
وكان العقرباوي يمثل جسرًا بين التراث الشعبي والتوثيق المعاصر، إذ لم يكتفِ بالرواية فحسب، بل وضعها في سياقات تاريخية واجتماعية واقتصادية، مساهمًا في صون الهوية الثقافية الفلسطينية ونقلها للأجيال بوعي نقدي ومنهجي.
مساحة إعلانية




