
كشف تقرير بريطاني صدر حديثا عن استيلاء الجيش الإسرائيلي على قوافل الإغاثة الإنسانية الدولية المتجهة إلى سكان غزة، وسمح بنهب كميات ضخمة من المواد الغذائية والدواء والإمدادات الأساسية، كما قام بشن هجمات عنيفة على فرق الأمن المكلفة بحماية قوافل المساعدات في غزة، ليكون هذا التقرير أقوى سند موثق على جرائم الإحتلال الإسرائيلي لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة خلال فترة الحرب وحتى بعد وقف إطلاق النار. ووفق التقرير الموثق من قبل المؤرخ الدولي «جان بيير فيليو» أستاذ الدراسات الشرق أوسطية، فقد سجل جميع الخروقات التي قام بها الجيش الإسرائيلي حول ذلك أثناء تواجده في غزة بين الفترة من ديسمبر 2024 وحتى يناير 2025 الجاري. وذكر المؤرخ والخبير الدولي أن ما يحدث في غزة هو قيام الجيش الإسرائيلي بتقديم الدعم الكامل والمباشر للاستيلاء على القوافل الإنسانية عبر بعض العصابات التي شاركت في عمليات النهب خلال الحرب، مع تقديم التسهيلات الإسرائيلية لهم لتنفيذ خططهم كي يتم إلصاق التهم إلى حركة حماس، وأكد «جان بيير فيليو» على أن الجيش الإسرائيلي استهدف مهاجمة طريق جديد استخدمه برنامج الغذاء العالمي لتوصيل الإمدادات الغذائية إلى سكان غزة، واستولى على كافة المساعدات الأساسية بالقوافل، مما جعل مسار القوافل الإنسانية يتغير كل فترة قصيرة كي تبعد عن هجمات الجيش الإسرائيلي، وحذر «جان بيير فيليو» من أن ما شهدته غزة يمثل مختبرًا مرعبًا لعالم يتراجع فيه دور الأمم المتحدة والقانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان، ويصفه بأنه عالم مفترس وغير عقلاني وذلك بسبب ما تقوم به اسرائيل.
وأزاح المؤرخ الدولي «جان بيير فيليو» الستار عن أسباب عدم وصول قوافل الإغاثة الدولية إلى سكان غزة، رغم اتهامات اسرائيل بأن حركة حماس هي التي تستولي على القوافل الإنسانية، وقد تمكن من متابعة الوضع رغم القيود الصارمة، عبر استضافة إحدى المنظمات الإنسانية الدولية في منطقة المواصي في القطاع، وقدم تقريره تحت عنوان «مؤرخ في غزة « يكشف فيه مشاهداته الحية لهجمات الجيش الإسرائيلي على القوافل الموجهة إلى السكان المدنيين الذين كانوا يواجهون تهديدا بالمجاعة في أجزاء واسعة من قطاع غزة، وأشار إلى أن الأمم المتحدة حاولت تغيير مسار قوافل المساعدات داخل غزة لتفادي الهجمات.
وأكد «جان بيير فيليو» على أن الهدف من هذه العمليات كان مزدوجًا وهو تشويه سمعة حركة حماس والأمم المتحدة، والسماح للعصابات بإعادة توزيع أو بيع المساعدات لكسب المال أو توسيع شبكات نفوذهم المحلية، بدلًا من الاعتماد على الدعم المالي الإسرائيلي، وذكر أن ما يحدث في غزة يعد مأساة عالمية وهي ليست صراعًا عاديًا في الشرق الأوسط؛ إنه عالم ما بعد الأمم المتحدة بدون حقوق الإنسان، عالم غير عقلاني وشرس للغاية.
ووصفت أصوات إعلامية هذا التقرير البريطاني بأنه يعتبر أهم الأدلة القوية والمشاهدات الحية على قيام الجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على قوافل المساعدات الإنسانية في غزة خلال الحرب.




