رئيس الوزراء: الحوار الإستراتيجي الثاني خطوة متقدمة في تطوير التعاون الثنائي

عربي ودولي
54
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني..
❖ عواطف بن علي
■ توقيع خطاب نوايا للتعاون في مجال السلام وتسوية النزاعات
■ قطر تستثمر أكثر من 40 مليار جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني
■ سنظل ملتزمين بالعمل على تهدئة الأوضاع في غزة
■ مضاعفة مبادرة التمويل المشترك للتعاون الإنمائي لتصل إلى 100 مليون دولار
■ ديفيد لامي: لندن تقدر الجهود الكبيرة لرئيس الوزراء في إحلال السلام
■ بريطانيا ستواصل العمل مع قطر في مناطق مثل غزة والسودان واليمن
أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على متانة العلاقات الثنائية بين دولة قطر والمملكة المتحدة، واصفًا إياها بالعلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تزداد قوة وتطورًا في مختلف المجالات. ونوّه معاليه إلى أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، إلى لندن في ديسمبر الماضي، شكّلت محطة تاريخية مهمة في مسيرة التعاون المشترك، وأسهمت في تجديد الالتزام المتبادل بتعزيز الشراكة بين البلدين الصديقين. وأضاف معاليه أن انطلاق أعمال الحوار الاستراتيجي الثاني بين البلدين تحت عنوان «شركاء نحو المستقبل» يمثل خطوة متقدمة في تطوير التعاون الثنائي، مشيرًا إلى أهمية مجموعات العمل التي تم تشكيلها ضمن الحوار، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا والعلوم والصحة، لما تحمله من آفاق واعدة لتعزيز الابتكار والتطور في قطاعات حيوية.
وأوضح معاليه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أن دولة قطر تستثمر أكثر من 40 مليار جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني، وهو ما يسهم في دعم الاقتصاد البريطاني وخلق فرص عمل جديدة، كما يحقق عوائد استراتيجية لصندوق الثروة السيادي القطري، بما يضمن استدامة التنمية للأجيال القادمة في دولة قطر.
وأبرز رئيس الوزراء أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 1.6 مليار جنيه إسترليني في عام 2024، مشيرًا إلى أن دولة قطر تحتل مكانة متقدمة بين كبار الشركاء الاستثماريين للمملكة المتحدة، وخصوصًا في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والعقارات والخدمات المالية.
وقال معاليه خلال المؤتمر الصحفي إن هذه الشراكة الراسخة تنعكس أيضًا على التعاون الثقافي والتعليمي، لافتًا إلى آلاف الطلبة القطريين الذين استفادوا من التعليم في المؤسسات البريطانية، وإلى مساهمة الجالية البريطانية في قطر في دعم جهود التنمية الوطنية.
ونوّه معاليه بأهمية تعزيز التعاون في مجالات التعليم والبحث والابتكار، لاسيما في ظل التحديات العالمية المتزايدة، مؤكدًا أن الشراكة القطرية البريطانية تكتسب بعدًا إضافيًا في ضوء ما يشهده العالم من تصاعد في الأزمات الأمنية والإنسانية.
وفي هذا السياق، أشار معاليه إلى توقيع خطاب نوايا للتعاون في مجال السلام وتسوية النزاعات، والذي سيساهم في تعزيز القدرات الفنية وتبادل الخبرات دعماً للجهود الدولية الرامية لإحلال السلام.
كما أعلن معاليه عن إطلاق مجموعة عمل في مجال التنمية، ومضاعفة مبادرة التمويل المشترك للتعاون الإنمائي لتصل إلى 100 مليون دولار، بهدف دعم المبادرات الإنسانية في مناطق ذات أولوية، مثل غزة والسودان وسوريا واليمن والصومال وبنغلاديش.
وأضاف الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن دولة قطر تتابع بقلق بالغ الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، مشددًا على ضرورة إنهاء العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في وقف هذه الممارسات غير الإنسانية. وشدد معاليه، على أن الحصار وتسييس المساعدات واستخدام الجوع سلاحاً يضع منطقتنا على حافة الهاوية.
وأضاف معاليه ان هذا الوضع يمثل «تحدياً لإنسانيتنا وتركه دون محاسبة هو دعوة مفتوحة لمن تسول له نفسه اتباع هذه الأساليب اللإنسانية في فرض إرادة سياسية على أي شعب يبحث عن حرية وهنا نؤكد أننا سنظل ملتزمين بالعمل على تهدئة الأوضاع ومطالبة إسرائيل بالكف عن منع دخول المساعدات الإنسانية ونعمل بلا كلل لدعم جميع الجهود الرامية إلى حل الخلافات عبر الحواروالتفاوض. «
وأكد معاليه في ختام كلمته على التزام دولة قطر بدعم جهود الحل السلمي للنزاعات عبر الحوار، مشيرًا إلى تطورات إيجابية في ملفات مثل سوريا، والمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، وجهود الوساطة من سلطنة عمان، إضافة إلى التحركات الدولية بشأن الأزمة في أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء إن دولة قطر ستظل شريكًا فاعلًا في دعم السلام والتنمية، معربًا عن تطلعه لمواصلة التنسيق مع المملكة المتحدة في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومتابعة نتائج هذا الحوار الاستراتيجي في دوراته القادمة.
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن «لندن تقدر الجهود الكبيرة لرئيس الوزراء في إحلال السلام والمصالحة»، مشيرا إلى أن بلاده ستواصل العمل مع دولة قطر في مناطق مثل غزة والسودان واليمن وغيرها. وأكد لامي أن على الجميع السعي لوقف الحرب المدمرة في غزة وأن يكون ذلك عبر الدبلوماسية. وأشار إلى أن الحوار الاستراتيجي بين بلاده ودولة قطر «مثمر ويخلق فرص عمل ويعزز الاستثمار في البلدين».
مساحة إعلانية