أخبار العرب والعالم

وساطة قطر تبرز أهميّة الدبلوماسية في مواجهة الحرب

عربي ودولي

2

7 أكتوبر .. عامان من التحديات والجهود والمواقف القطرية لفرض إرادة السلام

07 أكتوبر 2025 , 07:00ص

alsharq

❖ الدوحة – الشرق

مع حلول الذكرى الثانية للحرب، أبرزت الوساطة القطرية الفاعلة بشأن غزة أهميّة الدبلوماسية في مواجهة الحلول العسكرية، حيث نجحت دولة قطر من خلال وساطتها المشتركة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية في إطلاق سراح المئات من الأسرى والمحتجزين من الجانبين، بالإضافة الى إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم العوائق والتحديات المعقدة التي واجهتها قطر، ووصلت حد شن هجوم اسرائيلي على الاراضي القطرية. ووصل عدد الرهائن المفرج عنهم في صفقات التبادل أكثر من 140 رهينة. وتصدر نجاح جهود قطر الدبلوماسية في تسهيل مفاوضات التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة، وسائل الإعلام العالمية، وأبرزت التقارير الإعلامية أهمية الدور القطري في تحقيق الوساطة وإطلاق الرهائن مستعرضة السجل المتميز للدوحة في الوساطة وحل القضايا العالقة. والدور النشط للدبلوماسية القطرية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر 2023. 



– الهدنة الأولى 2023.. إطلاق 105 من الرهائن


بعد مرور 46 يوما من الحرب، كانت الوساطة القطرية حاضرة في الموعد حيث نجحت في ابرام اتفاق هدنة لأربعة أيام بدأت في 24 نوفمبر 2023، وتم تمديدها يومين إضافيين، حيث تم خلالها إطلاق سراح 105 من الرهائن.


وكانت أبرز بنود هذه الهدنة،وقف إطلاق النار من الطرفين ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال بكافة مناطق قطاع غزة، وإدخال 200 شاحنة إغاثية يوميا، إضافة إلى 4 شاحنات تحمل الغاز والوقود، مع ضمان حرية حركة الناس من الشمال إلى الجنوب على طول شارع صلاح الدين. وإطلاق سراح 50 امرأة وقاصرا تحت سن الـ19 عاما من الأسرى عند حماس، مقابل الإفراج عن 150 امرأة وقاصرا من الفلسطينيين المعتقلين في سجون إسرائيل.



 وفي اليوم الأول من الهدنة، 24 نوفمبر 2023، أطلقت حماس سراح 13 أسيرا إسرائيليا بينهم 4 أطفال وأمهاتهم ونساء مسنات، إضافة إلى 10 تايلنديين وفلبيني كان من عمال المزارع في إحدى المستوطنات، في حين أطلقت إسرائيل سراح 39 امرأة وطفلا فلسطينيا. 


وفي اليوم الثاني من الهدنة سلّمت حماس الدفعة الثانية من الرهائن، وأفرجت عن 13 إسرائيليا، 6 نساء و7 قاصرين و4 تايلنديين، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسلّمت إسرائيل 39 أسيرا (33 طفلا و6 نساء). علما أن الأجانب غير الإسرائيليين الذين أطلقت حماس سراحهم (15) في أول يومي الهدنة لم يدرجوا ضمن بنود اتفاق الهدنة. وفي الدفعة الثالثة سلمت حماس 13 أسيرا إسرائيليا و3 تايلنديين وروسيا واحدا. وفي الدفعة الرابعة أفرجت حماس عن 3 فرنسيين وألمانيين و6 أرجنتينيين، إضافة إلى 6 تايلنديين.


 


– الهدنة الثانية يناير 2025: اتفاق على 3 مراحل 


بعد الهدنة الأولى لم تتوقف دولة قطر وواصلت مساعيها لخفض التصعيد وكثفت جهودها مع الوساطة المشتركة للتوصل إلى تسوية توقف الحرب في قطاع غزة، إلى أن تم في 15 يناير 2025 التوصل الى اتفاق جديد على تبادل الأسرى والهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 19 يناير. وشهدت الصفقة ثماني جولات من تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، تم خلالها إطلاق سراح 30 من الرهائن. وتضمن الاتفاق ثلاث مراحل تبدأ بوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، في المرحلة الأولى، تطلق حماس 33 إسرائيليًا (معظمهم من النساء)، مقابل إطلاق إسرائيل 30-50 فلسطينيًا (بدءًا بالنساء والأطفال) عن كل إسرائيلي. خلال هذه المرحلة، يتوجب على إسرائيل السماح بكميات “كافية” من المساعدات الإنسانية، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم، وبدء انسحاب تدريجي من قطاع غزة. أثناء المرحلة الأولى، تبدأ المفاوضات لوقف دائم للأعمال العدائية. في المرحلة الثانية، تقبل إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار وتطلق حماس الأسرى الذكور المتبقين (مدنيين وعسكريين) مقابل إطلاق إسرائيل سراح الأسرى الفلسطينيين. في المرحلة الثالثة، ستفرج حماس عن جثث الأسرى المتوفين. لكن مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ قط، بسبب مماطلات الطرف الاسرائيلي. وفي الثاني من مارس أوقفت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، مما دفع الوساطة القطرية والمصرية، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، لإدانة الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية، معتبرين أنه انتهاك لوقف إطلاق النار، والذي نص على أن المرحلة الأولى سيتم تمديدها تلقائيًا طالما أن مفاوضات المرحلة الثانية مستمرة. وفي فجر يوم الثلاثاء 18 مارس 2025، شنَّت إسرائيل هجوماً جويًّا واسعاً على جميع أنحاء قطاع غزة، معلنةً بذلك انهيار وقف إطلاق النار قبل التوصل للمرحلة الثانية، واستئناف العدوان على غزة، وشنَّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً واسع النطاق أسفر عن استشهاد أكثر من 300 فلسطيني وجرح المئات في أول ثلاث ساعات.


 

 – الوساطة القطرية تنجح في تجاوز العراقيل والتحديات


واجهت الدبلوماسية القطرية خلال عامي الحرب، الكثير من التحديات والعراقيل لضرب جهودها من أجل إنهاء الحرب في غزة، وتراوحت تلك التحديات بين الضغوط والتهديدات والاتهامات المفبركة، ومحاولات الوقيعة بين قطر وجمهورية مصر الشقيقة، الامر الذي دفع البلدين الى اصدار بيان مشترك بشأن جهودهما في ملف الوساطة بقطاع غزة، حيث شددت الدولتان على أن محاولات بث الفرقة بين الأشقاء، عبر التشكيك أو التحريف أو التصعيد الإعلامي، لن تنجح، ولن تثنيهما عن مواصلة العمل المشترك لإنهاء هذه الحرب والكارثة الإنسانية التي خلفتها. وأكدت قطر وجمهورية مصر أن جهودهما في ملف الوساطة بقطاع غزة مستمرة ومتسقة، وتستند إلى رؤية موحدة تهدف إلى إنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في القطاع، وتخفيف معاناة المدنيين عبر تهيئة الظروف الملائمة للوصول إلى تهدئة شاملة، وأنهما لن تنجرا إلى أي سياقات داخلية أو حسابات جانبية لا تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني الشقيق، وتجدّدان التزامهما الكامل بالعمل في إطار واضح يركّز على رفع المعاناة وتثبيت التهدئة وصولاً إلى حل دائم.


ومع فشل كل المحاولات لضرب الوساطة، انتقل الأمر إلى مرحلة العدوان، وذلك من خلال الهجوم الإسرائيلي الغادر الذي استهدف أراضي دولة قطر في وضح النهار، وجرى ارتكابه أثناء استضافة دولة قطر لمفاوضات رسمية وعلنية وبعلم الجانب الإسرائيلي وبهدف وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى والرهائن. لكن كل تلك التحديات لم تثن دولة قطر عن مواصلة بذل الجهود المخلصة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة لوقف الحرب، حيث نجحت دولة قطر في تجاوز كل العراقيل والتحديات الخطيرة التي واجهت مساعي الوساطة الأخيرة من أجل إنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء.


 

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى