محافظ السويداء السورية: الدعم الإنساني القطري للمحافظة خفف معاناة النازحين والمهجرين

عربي ودولي
60
مصطفى بكور محافظ السويداء في سوريا
دمشق – قنا
أشاد مصطفى بكور محافظ السويداء في سوريا، بالدعم الإنساني الذي قدمته دولة قطر للمحافظة خلال الأزمة التي مرت بها مؤخرا، مؤكدا أنه كان له أثر كبير في تهدئة الأوضاع وتخفيف معاناة النازحين والمهجرين منها.
وأوضح محافظ السويداء، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن ما قدمته قطر أسهم في سد احتياجات أساسية للمتضررين وإعادة الاستقرار الاجتماعي، معربا عن شكره وتقديره لدولة قطر على هذه المواقف الأخوية، التي وصفها بأنها تركت بصمة واضحة في نفوس أبناء المحافظة.
وأضاف أن هذه المبادرات من شأنها أن تعزز روح التضامن الأخوي وتمنح الأهالي شعورا بالاطمئنان، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي مروا بها.
وفيما يتعلق بالخطة التي طرحت مؤخرا ضمن اجتماع ثلاثي ضم كلا من سوريا والأردن والولايات المتحدة الأمريكية لمعالجة الأوضاع في المحافظة، أكد محافظ السويداء أن هذه الخطة تمثل خطوة مهمة نحو الاستقرار، موضحا أنها أسهمت في تهدئة النفوس وتهيئة بيئة أفضل للحوار والتعايش.
وأضاف محافظ السويداء أن نجاح هذه الخطة التي تمثل نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة أكثر استقرارا وتطورا، يعتمد على التزام الأطراف كافة بتنفيذها بجدية، مشددا على أن الأولوية في هذه المرحلة تتمثل في التهدئة وتثبيت الأمن، ثم الانتقال إلى خطوات لاحقة في مسار إعادة البناء والتنمية، مشيرا إلى أن المحافظة تعمل حاليا على تفعيل هذه الخارطة عبر الحوار والتواصل الداخلي مع الأهالي، والتنسيق مع المهجرين، في وقت تقوم فيه وزارة الخارجية السورية بإجراء اتصالات دولية لخلق مناخ إيجابي يسمح بتنفيذ الخارطة على أرض الواقع.
ولفت مصطفى بكور إلى أن قياس النجاح في الوقت الراهن قد يكون صعبا، لكن الأيام المقبلة ستوضح مدى جدية الأطراف في الالتزام بما اتفق عليه، مؤكدا أن التقييم الحقيقي سيكون مرهونا بمدى التقدم في التنفيذ وتفاعل مختلف المكونات المحلية مع هذه الجهود.
وفي سياق الخدمات الأساسية للسويداء، أوضح المحافظ، أن العمل جار على تحسين أوضاع الكهرباء والمياه والصحة، مبينا أن هذه الملفات كانت ضمن أولويات المحافظة منذ تسلمه مهامه، إلا أن الظروف الأمنية والتوترات السابقة حالت دون استكمال الجهود في بعض الأحيان.
وأوضح أن هناك تنسيقا مع وزارة الطاقة لإصلاح الأبراج المدمرة والشبكات المتضررة، ما سيسهم في تحسين واقع الكهرباء تدريجيا، وهو ما سينعكس بدوره على ملف المياه الذي يرتبط بشكل مباشر بالطاقة الكهربائية، مؤكدا أن الأعمال جارية بشكل متدرج، وأن المواطن السوري سيبدأ خلال الفترة المقبلة بالشعور بحدوث تحسن ملموس في هذه الخدمات.
وأشار بكور إلى أن المجتمع المحلي في السويداء عانى كثيرا من أزمات متتالية، بدءا من التهجير وما رافقه من معاناة وأوجاع، مرورا بالمشاكل الأمنية والاقتصادية التي أرهقت الأهالي، مؤكدا أن هذه الظروف جعلت الحاجة إلى الحلول أكثر إلحاحا، وهو ما يجعل نجاح المبادرات الحالية أكثر احتمالا إذا توافرت الإرادة الصادقة .
وأكد أن الدعم العربي والدولي وعلى رأسه الدعم القطري، يشكل عاملا مساعدا في تعزيز فرص نجاح الخطة الخاصة بالسويداء، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يدرك حجم المعاناة التي عاشها أبناء المحافظة، وبأن هناك قناعة بضرورة إيجاد حلول حقيقية تعيد الأمن والاستقرار.
وأعرب محافظ السويداء عن تفاؤله بنجاح هذه الخطة، بشرط وجود إرادة حقيقية وصدق في التعامل والتعاون كي تكون بوابة حقيقية للخروج من الأزمة.
وقال المحافظ مخاطبا أهالي السويداء إن “الوقت قد حان للبدء بمرحلة جديدة تقوم على البناء المشترك وطي صفحة المعاناة، ولابد أن يفتح الجميع صفحة جديدة والعودة إلى البناء سويا، فمحافظة السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا”.
وأكد محافظ السويداء، في ختام تصريحاته لـ/قنا/، ضرورة أن يعمل الجميع على ترميم الأوجاع والجراح، وإعادة المهجرين إلى بيوتهم، فالمعاناة لن تزول إذا بقيت الأوضاع على حالها، بل ستبقى مصدر توتر ومشاكل، مشددا على ضرورة البدء من جديد بروح التعاون من أجل أن تستعيد السويداء عافيتها وتعود الحياة إلى طبيعتها.
مساحة إعلانية