
عربي ودولي
22
مطالبات باتخاذ خطوات عملية لإنهاء حرب غزة والتوجه نحو حل الدولتين..
❖ لندن – هويدا باز
رحبت مجموعة من الساسة والبرلمانيين البريطانيين والفلسطينيين والحقوقيين باعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين بعد مرور 108 أعوام، حيث أجمع الكثيرون على أهمية هذه الخطوة باعتبارها مؤسسة مسار السلام في الشرق الأوسط عبر حل الدولتين، كما تعالت مجموعة من الأصوات مطالبة بخطوات تتبع الاعتراف لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية فورا للفلسطينيين وإطلاق سراح الرهائن، بجانب الانسحاب بشكل قاطع من أي صفقات أسلحة مع إسرائيل، ووقف أي تعاون وفرض عقوبات تجارية مناسبة على إسرائيل.
ورحب رئيس حزب الأحرار الديمقراطيين السير إد ديفي بقرار اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين، مؤكدا على أنه كان أمرا ضروريا منذ سنوات، إذ يمثل حل الدولتين جزءا من عملية السلام مع الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة بذاتها، ودعا الحكومة البريطانية للضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يعد هو الشخص الوحيد القادر على وقف الحرب والمضي قدما نحو حل الدولتين وإطلاق سراح الرهائن.
وذكر البرلماني عن حزب العمال البريطاني الدكتور «سيمون أوفر» الذي منعته إسرائيل من دخول الضفة الغربية الأسبوع الماضي، أن الحكومة حاولت استخدام التهديد بالاعتراف كورقة ضغط للتوصل إلى وقف إطلاق النار، لكن ذلك لم يفلح. وأضاف: الآن علينا أن ننسحب بشكل قاطع من أي صفقات أسلحة مع إسرائيل، وأن نوقف أي تعاون وأن نفكر في فرض عقوبات تجارية مناسبة على إسرائيل، حيث لا نزال نتعامل تجاريا مع إسرائيل بشكل كبير، لذا ستكون هذه الخطوة المنطقية التالية. ومن ناحيتها دعت مديرة اللجنة البريطانية الفلسطينية الدكتورة سارة الحسيني إلى ضرورة أن يتبع هذا الاعتراف، إجراءات ملموسة، لوقف الصراع في فلسطين.
واعتبر السفير حسام زملط رئيس البعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة أن الاعتراف بدولة فلسطين هو حالة من تصحيح التاريخ والإصرار على حرمان الفلسطينيين من حقهم غير قابل للتصرف في تقرير مصيرهم، داعيا الشعب البريطاني للشروع في تصحيح أخطاء الماضي وتحمل مسؤوليته عن تلك الحقبة التاريخية الاستعمارية، التي أوصلتنا إلى الإبادة الجماعية في غزة اليوم وأدت إلى التطهير العرقي لثلثي الشعب الفلسطيني خلال النكبة وخلال الانتداب البريطاني.
وثمن رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زاهر بيراوي لـ «الشرق» اعتراف الحكومة البريطانية رسميًا بدولة فلسطين، وأشار إلى أن هذه الخطوة تحمل دلالة سياسية وأخلاقية بالغة الأهمية، وتؤكد على عدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني التاريخي والطبيعي في الحرية والاستقلال، داعيا إلى أن تُترجم إلى إجراءات عملية ملموسة، في مقدمتها، وقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة، ورفع الحصار الجائر المفروض منذ أكثر من 18 عامًا، وملاحقة قادة الاحتلال المتورطين في جرائم الحرب وتقديمهم للعدالة الدولية.
وبدوره، رأى الدكتور أنس التكريتي رئيس مؤسسة قرطبة لحوار الأديان في بريطانيا، أن القرار من الناحية الرمزية لافت وذو أهمية بالغة، ويزيد الخناق على الكيان الإسرائيلي، معتبرا أن القرار جاء نتيجة للضغوط الشعبية.
وقال بن جمال رئيس حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا «قبل كل شيء من المهم أن يتمتع الشعب الفلسطيني بحق غير قابل للتصرف في تقرير مصيره وهو حق متجذر في القانون الدولي، ومن حقهم كما هو الحال بالنسبة لأي شعب آخر أن يختاروا في ممارسة هذا الحق كيفية ممارسته، وشكل الدولة التي يريدونها ومن ينتخبون».
وأظهر أحدث بحث أجرته مؤسسة «يو جوف» البريطانية أن 44 % من البريطانيين يؤيدون الاعتراف بدولة فلسطين، بينما 18 % من البريطانيين عارضوا هذا الاعتراف، كما عبر 38 % من البريطانيين عن تعاطفهم وتضامنهم مع الفلسطينيين، مقابل 12% من البريطانيين الذين أظهروا تعاطفهم مع إسرائيل، جاء ذلك في بحث ميداني أجرته المؤسسة البريطانية بمشاركة آلاف البريطانيين من مختلف المدن البريطانية.
مساحة إعلانية