أخبار العرب والعالم

72 ساعة غيّرت معالم سهل «المُغيّر» بالضفة

عربي ودولي

12

سكان المنطقة يعيشون في قلق دائم من مخططات التهجير الجماعي..

28 أغسطس 2025 , 07:00ص

alsharq

أشجار الزيتون في سهل المغير وقد استحالت حطباً

❖ رام الله – محمـد الرنتيسي

يجلس المواطن ياسر الحج محمـد على شرفة منزله في قرية المغير شمال شرق رام الله، متأملاً السهول التي لطالما زرعها وجنى خيراتها مع والده منذ كان طفلاً، وقد حولها المستوطنون المنفلتون إلى أرض قاحلة، بينما تعلوها أبراج مراقبة إسرائيلية، وتربض على مقربة منها جرافات ضخمة.. الأرض له والجرافات للمستوطنين.


والحج محمد وهو في أواخر عقده الخامس، يعمل معلماً، لكنه مهتم بالزراعة وفلاحة الأرض، وممنوع من دخول أكثر من 20 دونماً يملكها، وكانت البداية من أرضه المزروعة باللوزيات والحمضيات بأنواعها، تجريفاً وتدميراً من قبل عصابات المستوطنين، ويرى أن مخطط (E1) الاستيطاني، بدأ تنفيذه في قريته المغير، ضمن مخطط إستراتيجي يسعى كيان الاحتلال من خلاله لفصل الضفة الغربية عن القدس، وشمالها عن جنوبها، ما يعني تقسيمها، على حد تعبيره.


يقول لـ»الشرق»: «على مدار ثلاثة أيام، تكبدت قرية المغير خسائر فادحة، من بينها اقتلاع ما يزيد على 10 آلاف شجرة زيتون مثمرة، وبعضها معمّر ويزيد عمرها على 100 عام، وتم تحطيم 15 مركبة لمواطنين من القرية، وسرقة مبالغ مالية ومصاغات ذهبية من المنازل التي تعرضت للاقتحام، فضلاً عن اعتقال العشرات من الشبان، وإخضاعهم للتحقيق، والعبث بمحتويات المنازل والمحال التجارية».


ويوالي: «لم يعد الأمر مجرد اعتداء عابر للمستوطنين، هم يريدون اقتلاعنا وتهجيرنا، وتصريحات قادتهم عن (إسرائيل الكبرى) تترجمها جرافاتهم التي حولت أراضي القرية إلى أشبه بصحراء». وما يثير قلق الحج محمـد وغيره من أهالي المغير، أن تصريحات قادة الاحتلال فيما يتعلق بتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، تعدّت «الدعاية الانتخابية» وأضحت خططاً تنفذ على الأرض، وتهدد المواطنين بأن يصبحوا لاجئين جدداً.


«لست مدفوعاً للمبالغة.. هذه حقائق بدأت تظهر بوضوح، هم يريدون تفريغ الأرض من سكانها، كي يسهل على المستوطنين مصادرتها، ومخطط (E1) الذي يتبناه سموتريتش لم يعد مجرد مصطلحات سياسية، وإنما هو تنفيذ لمخططات استيطانية تمتد لعقود طويلة، وتحمل في طياتها نوايا التهجير» هكذا علّق المواطن عبد اللطيف أبو عليا، الذي يقيم على مقربة من سهل المغير الذي تحول إلى حطام.


وتابع بينما كان يحصي خسائره ويعدّ أشجاره التي استحالت حطباً: «تتعرض قرية المغير لاقتحامات مستمرة من قبل جيش الاحتلال، وهجمات على مدار الساعة من قبل المستوطنين، يستهدفون من خلالها الأرض وما عليها، ويلاحقون الأهالي في مصدر رزقهم الأهم، للتضييق عليهم، ودفعهم إلى الرحيل».


ويواصل: «كل شجرة زيتون يقتلعونها هي محاولة لاقتلاع أصحابها، ونعيش في المغير بحالة قلق دائم، من أن نجد أنفسنا أمام تهجير جماعي، وقبل أيام نشر المستوطنون على صفحاتهم دعوات لأهالي المغير للرحيل».


وفي 16 أغسطس الجاري، قتل المستوطنون الشاب حمدان أبو عليا (18) عاماً، خلال هجوم على قرية المغير، وقبله عفيف أبو عليا (25) عاماً، وهناك مخاوف تنتاب المواطنين من تكرار هذه الهجمات، وأخذت تتعمق مع الاستهداف المستمر لقرية المغير، التي تحيط بها عدة مستوطنات، آخرها «ألون» ويعمل الاحتلال على توسيعها على حساب أراضي المواطنين.


وهز مشهد سهل المغير بعد تدميره قلوب الأهالي، الذين يرفضون رسم أي صورة أخرى في مخيلتهم، غير رؤيته كما كان يختال بالأشجار، ويعج بالمزارعين، ويغدق عليهم من خيراته.

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى