مرصد حقوقي: وفاة 1200 مسن في غزة نتيجة التجويع والحرمان من العلاج

عربي ودولي
0
غزة – قنا
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وفاة نحو 1200 مسن فلسطيني خلال الشهرين الماضيين جراء تداعيات سياسة التجويع وسوء التغذية والحرمان من العلاج التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي وبلغت ذروتها في الأيام الماضية، معربا عن خشيته من أن يكون العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.
وقال المرصد، في بيان له اليوم، إن حجم الوفيات اليومية في الأسبوعين الأخيرين وصل إلى مستويات غير مسبوقة، في وقت يصل يوميا مئات المسنين إلى المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية وهم في حالة إجهاد وإنهاك شديدين، في محاولة للحصول على سوائل تغذية طبية.
وأشار إلى أن السلطات الصحية في قطاع غزة وثقت رسميا 55 حالة وفاة خلال أسبوع جراء التجويع وسوء التغذية، ما رفع عدد الحالات الموثقة إلى أكثر من 120 حالة بينهم أكثر من 80 طفلا، مؤكدا أن هذه الإحصائية لا تشمل جميع حالات الوفاة نتيجة تداعيات التجويع والحرمان من العلاج.
وأوضح المرصد أن فريقه الميداني أكد وفاة عشرات المسنين في خيام النزوح نتيجة تداعيات المجاعة وسوء التغذية أو عدم توفر العلاج، وجرى تسجيلهم كحالات وفاة طبيعية، لعدم وجود آلية واضحة لتسجيل هذه الحالات في قائمة الضحايا، وكذلك لميل ذوي الضحايا لدفن ذويهم مباشرة.
وأكد أن غياب آلية فعالة لدى السلطات الصحية في غزة لرصد هذه الوفيات يؤدي إلى تسجيلها كوفيات طبيعية، رغم أنها في حقيقتها حدثت بسبب سياسات تجويع متعمد وتفكيك منهجي للنظام الصحي، بما يشكل نمطا من أنماط القتل العمد المحظور بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الدولي.
وأضاف البيان أن هذه الظروف تشمل جرائم التجويع المتعمد وإحداث معاناة شديدة وحرمانا منهجيا من الرعاية الصحية، إلى جانب الحصار الشامل، في سياق جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو 22 شهرا، مؤكدا أن ارتفاع عدد الضحايا يأتي نتيجة سياسة الاحتلال التي تتعمد استخدام الجوع والحرمان من العلاج سلاحا لقتل المدنيين ضمن حصار خانق جرى تشديده منذ السابع من أكتوبر2023، ودخل مرحلة أقسى من التشديد منذ الثاني من مارس الماضي، ويستهدف القضاء على الفئات الأضعف وتحويل الكارثة الإنسانية إلى أداة مركزية في تنفيذ الإبادة الجماعية.
وذكر المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق شهادات مؤلمة عن مسنين تدهورت حالتهم الصحية بسبب المجاعة والحرمان من العلاج، مؤكدا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما تزال تتحكم بحجم وآلية المساعدات وتستخدمها في إطار هندسة التجويع وتحويلها إلى مصائد للموت وامتهان الكرامة الإنسانية.
وأشار إلى أن إعلان الاحتلال إتلاف آلاف الأطنان من المساعدات نتيجة تلفها من طول انتظارها على مشارف غزة، في الوقت الذي تسجل فيه يوميا حالات وفاة يمثل وصمة عار ليس فقط على جبين الاحتلال الإسرائيلي بل على المجتمع الدولي بأسره الذي يشاهد ما يجري ويكتف بالصمت وفي أحسن الأحوال إصدار البيانات الخجولة التي لا تطعم طفلا أو مسنا جائعا.
وشدد البيان على أن ما يفاقم مأساة المجاعة هو القصف العنيف الذي يستهدف المنازل ومراكز الإيواء إلى جانب التهجير القسري، إذ تفقد العائلات القليل من الأمتعة ومخزون الطعام المعلب لديها، وهي تفر من الموت والخشية من الاستهداف.
ونبه إلى أن الأزمة الإنسانية في غزة بلغت مستويات كارثية، إذ لم يعد الجوع مقتصرا على الفئات الضعيفة والهشة، بل طال جميع شرائح المجتمع، مع انهيار شبه كامل لمنظومة الخدمات الأساسية وغياب مقومات الحياة، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية والمأوى.
وطالب المرصد الحقوقي جميع دول العالم بتحمل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، واتخاذ جميع التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك ورفع الحصار غير القانوني على قطاع غزة.
مساحة إعلانية