الشيخ حمد بن ثامر: مفاوضات طهران وواشنطن فرصة للخروج من دوامة القلق الإقليمي

عربي ودولي
36
انعقاد الدورة الرابعة من مؤتمر الحوار العربي – الإيراني..
الشيخ حمد بن ثامر يخاطب المؤتمر
❖ عواطف بن علي
■ أهمية ترسيخ الحوار لتقوية الجسور وتعزيز الاستقرار الإقليمي
■ عراقجي: المنطقة بحاجة إلى خطاب موحَّد يعزز التفاهم والتعاون
أكد سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية، أن انعقاد الدورة الرابعة من مؤتمر الحوار العربي– الإيراني يأتي في توقيت إقليمي حرج يتطلب تفكيرًا إستراتيجيًا ومعرفة معمقة لتجاوز التحديات الراهنة وبناء علاقات قائمة على المصالح المشتركة والتنمية المستدامة.
وقال الشيخ حمد، خلال كلمة له في افتتاح الدورة الرابعة من مؤتمر الحوار العربي الإيراني الذي ينظمه مركز الجزيرة للدراسات، إن هذه المنصة الفكرية تمثل فرصة لتعزيز التفاهم، مشيرًا إلى أن الحوار لا يجب أن يُختزل في الجغرافيا، بل ينطلق من إرث حضاري طويل وتجارب تاريخية تستدعي مزيدًا من البحث المعرفي والتفكير المشترك في مستقبل أكثر تعاونًا واستقرارًا.
ووسط حضور دبلوماسي وأكاديمي رفيع، شدد رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة على أن شعار الدورة الحالية «علاقات قوية ومنافع مشتركة» يعكس قناعة راسخة بأهمية ترسيخ الحوار وتعميقه، باعتباره الطريق الأمثل لتقوية الجسور بين الشعوب وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
كما رحَّب الشيخ حمد بالمفاوضات الإيرانية– الأمريكية الجارية في سلطنة عُمان، معتبرًا أنها تمثل «فرصة حقيقية للخروج من دوامة القلق الإقليمي»، داعيًا إلى دعم كل المساعي التي تسهم في تخفيف التوتر وخلق أجواء بنّاءة تفتح المجال أمام تسويات عادلة وشاملة.
وشدد الشيخ حمد أن العالم العربي والإيرانيين معنيون اليوم أكثر من أي وقت مضى بـ «صياغة مقاربات جديدة» تعيد التفكير في آليات تسوية النزاعات، وذلك عبر نقاشات فكرية علمية رصينة تسهم في إرساء أرضية مشتركة للحوار المستدام.
وأضاف سعادته في كلمته «إننا نتطلَّعُ إلى نقاشاتٍ عميقةٍ وصريحةٍ خلالَ اليومينِ المقبلين، ترتكزُ إلى تحليلٍ موضوعيٍّ ورؤيةٍ إستراتيجية، بما يفتحُ آفاقًا جديدةً للتفاهمِ المتبادلِ ويعزِّزُ أسسَ التعاونِ الفكريِّ والمعرفيّ. وإنَّنا على ثقةٍ بأنَّ هذه الحواراتِ ستسهمُ في صياغةِ مقارباتٍ علميةٍ قادرةٍ على مواجهةِ التحدياتِ الإقليميةِ وتعزيزِ الاستقرارِ والتنمية في منطقتِنا».
بدوره قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن المنطقة بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى خطاب موحَّد يعزز التفاهم والتعاون، بعيدًا عن منطق الهيمنة والصراع. وقال إن شعار هذا الملتقى “العلاقات القوية والمصالح المشتركة” يعكس الحاجة الماسة لإعادة بناء الثقة بين دول الإقليم على أسس الحوار والاحترام المتبادل.
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن بالحوار مبدأً وإستراتيجية، وتسعى إلى تحقيق توافق إقليمي دائم، انطلاقًا من قناعة بأن أمن المنطقة لا يتحقق إلا بتكامل أدوارها، وليس بإقصاء طرف أو فرض حلول من الخارج.
وفيما يخص الملف النووي، جدد الوزير الإيراني التأكيد على أن بلاده لا تسعى لامتلاك السلاح النووي، واصفًا هذه الأسلحة بأنها «محرّمة ولا مكان لها في عقيدة إيران الدفاعية». وشدد على أن طهران ستواصل محادثاتها مع واشنطن والقوى الدولية بـ»حسن نية»، لكن دون التخلي عن حقها المشروع في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
يشار إلى أن المؤتمر افتتح بحضور الدكتور كمال خرازي رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ويبحث المؤتمر على مدى يومين العديد من أوراق العمل والنقاشات بمشاركة سفراء ودبلوماسيين وأكاديميين وباحثين متخصصين في محاور تعنى بتعزيز الحوار العربي الإيراني.
مساحة إعلانية