نقطة اللاعودة.. صحيفة إسرائيلية تكشف الأرقام الحقيقية للمهاجرين من إسرائيل وتخصصاتهم

عربي ودولي
54
وكالات – موقع الشرق
كشفت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية الأرقام الحقيقية للمهاجرين من إسرائيل وتخصصاتهم والخسائر الضريبية التي تكبدها الكيان المحتل، محذرة، نقلاً عن باحثين، من “نقطة اللاعودة” حيث يصبح الضرر البنيوي للاقتصاد غير قابل للعلاج، ويقود إلى تآكل القدرة الإنتاجية لإسرائيل.
وذكرت أن موجة الهجرة آخذة بالاتساع داخل إسرائيل، استناداً إلى بحث جديد أعدّه 3 من كبار الباحثين في جامعة تل أبيب (البروفيسور إيتي آتر، والبروفيسور نيتاي بيرغمان، ودورون زمير) يكشف، بحسب موقع الجزيرة نت، أن نحو 90 ألف إسرائيلي غادروا بين يناير 2023 وسبتمبر 2024، منهم 50 ألفاً عام 2023 بالإضافة إلى 40 ألفاً حتى سبتمبر 2024، وذلك بعد سنوات من “الاستقرار النسبي” في ميزان الهجرة.
ووفق ما ذكرته “كالكاليست” فإن الباحثين يعتبرون هذه الأرقام “خروجًا من حالة التوازن” مع تحوّل موجة الهجرة الأخيرة إلى ظاهرة نوعية تتميز بارتفاع عدد المغادرين من أصحاب الدخل المرتفع، والشباب، والرأسماليين البشريين المتخصصين مثل الأطباء والمهندسين والعاملين في العلوم والتكنولوجيا.
والنتيجة الأخطر، بحسب الصحيفة، تتمثل في خسارة خزينة الدولة 1.5 مليار شيكل (395 مليون دولار) من الإيرادات الضريبية خلال الفترة المذكورة، وهي خسارة سنوية ما كانت ستتكرر لو بقي هؤلاء داخل إسرائيل.
تحوّل جذري في تركيبة المغادرين
وتشير كالكاليست، وفق موع الجزيرة نت، إلى أن البحث اعتمد منهجية جديدة تميّز بين المهاجرين الفعليين و”المسافرين المؤقتين” لينسف بذلك الادعاءات الحكومية التي حاولت التقليل من الظاهرة عبر نسبتها إلى مهاجرين من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق الذين استخدموا إسرائيل “محطة عبور”.
وتكشف الصحيفة أن تمثيل ذوي الدخل المرتفع قفز من ربع المهاجرين إلى أكثر من الثلث، مما يعني أن إسرائيل تخسر فئات مركزية في سوق العمل:
مهندسين
متخصصين في الهايتك
أصحاب مهن حرة
مديرين في أعلى الشرائح الاقتصادية
وبحسب التقرير، فإن الضرر لا يقتصر على ضريبة الدخل التي تجاوزت 1.5 مليار شيكل، بل يشمل خسائر غير مدرجة مثل ضريبة القيمة المضافة، وضريبة الشركات، ومساهمات أخرى كان يدفعها هؤلاء المغادرون.
875 طبيباً غادروا
وتصف كالكاليست أرقام الأطباء بأنها “مقلقة بصورة خاصة” إذ غادر 875 طبيباً إسرائيلياً منذ يناير 2023، ليبقى بعد احتساب العائدين صافي خسارة يبلغ 481 طبيباً.
وترى الصحيفة أن هذا الرقم يشكل ضربة مزدوجة لمنظومة تعاني أصلًا من نقص حاد، لأن المغادرين أطباء تامّو التخصص وباتوا جزءاً مؤسسيًا من القطاع. وتشدد على أن “الهجرة الجماعية لأطباء ذوي خبرة تشكل خطراً مباشراً على النظام الصحي”.
19 ألف أكاديمي ومهندس
وتنقل “كالكاليست” عن الباحثين أن إسرائيل تفقد جوهر رأس مالها البشري:
19 ألف حامل شهادة جامعية
6600 متخصص في العلوم والهندسة
633 حامل درجة دكتوراه، مع صافي خسارة 224 باحثًا
كما غادر أكثر من 3 آلاف مهندس خلال الفترة نفسها، بصافي خسارة 2330 مهندسًا بعد احتساب العائدين.
وتحذّر الصحيفة من أن هذه الأرقام تمثل برهانا واضحا على تفكك قاعدة الابتكار في إسرائيل، وأن هجرة المهندسين والعاملين في الهايتك “تهدد الميزة التنافسية للاقتصاد برمته”.
وتضيف كالكاليست أن أكثر من 75% من المهاجرين دون سن 40، لكن المقلق هو “التحوّل الجديد” المتمثل في ارتفاع أعداد المغادرين فوق سن 40 عاما، وهو ما وصفه الباحثون بأنه “تحول نوعي” يهدد بفقدان خبرات متراكمة لا يمكن تعويضها.
الخطر الأكبر فيما سيحدث
وفي خلاصة التقرير، تحذّر كالكاليست من أن الخطر “ليس آنيًا” لكنه “خطر إستراتيجي كبير”. فإسرائيل تعتمد على رأس مال بشري محدود ومتركز في قطاعات حرجة، و”لا تحتاج إلى هجرة جماعية كي تنهار المنظومات” فمجرد مغادرة أعداد مركّزة من أطباء ومهندسين وعلماء يمكن أن “تفتح دوامة تدهور لا يمكن عكسها”.
وفي أكتوبر الماضي، كشفت البيانات الرسمية الصادرة عن دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل، بحسب موقع “بي بي سي”، أنّ عدد اليهود الذين غادروا البلاد فاق عدد القادمين إليها لأول مرة منذ عقود، مضيفاً أنه وعلى امتداد “تاريخها”، نادراً ما شهدت إسرائيل معدلات هجرة سلبية، غير أنّ البعض يعزو هذه الظاهرة إلى المخاوف الأمنية التي أعقبت هجمات السابع من أكتوبر قبل عامين، والتي دفعت كثيرين إلى الرحيل.
مساحة إعلانية




