
عربي ودولي
84
خطوة مفصلية نحو عدالة تاريخية..
❖ عواطف بن علي
– المؤتمر رفيع المستوى يعزز المنظومة الأفريقية للعدالة
– دعم قطر تاريخي للثورة الجزائرية والكفاح من أجل تقرير المصير
– قطر والجزائر يجمعهما تاريخ مشترك يرتكز على الأخوة والتضامن
– «إعلان الجزائر» أبرز مخرجات المؤتمر الدولي لجرائم الاستعمار
أعلن سعادة السيد صالح عطية، سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى الدولة، أن الجزائر ستستضيف يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر 2025 المؤتمر الدولي حول جرائم الاستعمار في أفريقيا، وهو حدث قاري بارز يُنظم انسجاماً مع قرار قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي رقم 903 الصادر في فبراير 2025، والذي صادق على مبادرة فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية، السيد عبد المجيد تبون، بتنظيم مؤتمر مخصص للاحتفاء وتنفيذ شعار الاتحاد الأفريقي لعام 2025: «العدالة للأفارقة ولذوي الأصول الأفريقية عبر جبر الضرر».

وأوضح سعادته خلال تصريحات صحفية أن هذه المبادرة تأتي امتدادًا للإرث التاريخي للجزائر، التي دفعت ثمنًا باهظًا خلال الحقبة الاستعمارية، ولا تزال وفية للدفاع عن كرامة الشعوب الأفريقية وذاكرتها وحقوقها. وأضاف أن الجزائر، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، تعمل على تعزيز التفكير والعمل الجماعيين ضد الاستعمار والعبودية والفصل العنصري باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، وذلك انسجامًا مع توصيات الاتحاد الأفريقي.
وقال سعادته: «لا يفوتني هنا أن أذكّر وأشيد بالصفحات المشرقة من التاريخ المشترك بين الشعبين الشقيقين الجزائري والقطري، وهي صفحات ارتكزت دوماً على الأخوة والتضامن والدعم المتبادل. ولعل أبرز دليل على ذلك الهبّة الشعبية المشرفة من الشعب القطري الشقيق دعماً للثورة الجزائرية». وأشار إلى أن سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كان مثالاً للموقف النبيل والشجاع رغم صغر سنه آنذاك، إذ دعم الثورة الجزائرية خلال فترة دراسته عبر جمع التبرعات بين زملائه وحشد الدعم لها، وقد جرى تكريمه بكل فخر بوسام الثورة الجزائرية المجيدة. وأضاف: «ولا يمكننا أن نغفل الموقف التاريخي الكبير لحاكم دولة قطر آنذاك، الشيخ أحمد بن علي بن عبد الله آل ثاني، الذي وضع قصره في سويسرا تحت تصرف وفد الحكومة الجزائرية المؤقتة خلال مفاوضات إيفيان سنة 1961، ورفع علم الجزائر فوق المبنى دعماً للثورة خلال تلك المرحلة الحاسمة.»
وبيّن سعادته أن المؤتمر سيجمع وزراء وخبراء قانونيين ومؤرخين وأكاديميين ومتخصصين من أفريقيا ومنطقة الكاريبي ومختلف مناطق العالم، بهدف بلورة موقف أفريقي موحّد بشأن العدالة التاريخية، وجبر الضرر، واستعادة الممتلكات الثقافية، وحماية الذاكرة الجماعية. وستتطرق أعمال المؤتمر إلى مختلف الأبعاد الإنسانية والثقافية والاقتصادية والبيئية والقانونية لجرائم الاستعمار، مع التركيز على الصدمات المتوارثة بين الأجيال، وعمليات النهب وتدمير التراث الثقافي الأفريقي، واستغلال الموارد، إضافة إلى النظم الاقتصادية غير المنصفة الموروثة عن المرحلة الاستعمارية، والآثار البيئية بما فيها التجارب النووية التي استهدفت شعوباً أفريقية، فضلاً عن المسارات القانونية الهادفة إلى تعزيز تجريم الاستعمار وإرساء آلية أفريقية دائمة لجبر الضرر واستعادة الحقوق.
وأكد سعادته أن الجزائر، بصفتها الدولة المضيفة وصاحبة المبادرة، تسعى إلى تعزيز المنظومة الأفريقية للعدالة التاريخية عبر توفير منصة رفيعة المستوى تُسهم في ترسيخ الاعتراف الدولي بجرائم الاستعمار وتطوير الآليات العملية لجبر الضرر.
وختم بالقول إن من أبرز النتائج المنتظرة للمؤتمر اعتماد «إعلان الجزائر»، الذي سيشكل مرجعاً أساسياً لتسليط الضوء على جرائم الاستعمار والاعتراف بآثارها ووضع استراتيجية أفريقية للعدالة وجبر الضرر. وسيُعرض هذا الإعلان على قمة الاتحاد الأفريقي في فبراير 2026 للمصادقة عليه. ومن خلال هذه المبادرة، تواصل الجزائر تأكيد دورها المحوري ومساهمتها الفعّالة داخل القارة، دعماً لتطلعات الشعوب الأفريقية نحو العدالة وجبر الضرر وصون الذاكرة وتعزيز هوية تاريخية مشتركة قائمة على الكرامة وقيم الإنصاف.
مساحة إعلانية




