سفير جمهورية السودان لدى الدولة: جرائم الدعم السريع في الفاشر إبادة جماعية مروعة

عربي ودولي
168
أشاد بالدعم القطري..
❖ الدوحة – الشرق
– ندعو المجتمع الدولي لتصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية
أعرب سعادة السيد بدرالدين عبدالله محمد أحمد، سفير جمهورية السودان لدى الدولة، عن امتنان السودان العميق لدولة قطر، أميرًا وحكومةً وشعبًا، على مواقفها الأخوية الصادقة، مشيرًا إلى تدخل قطر الخيرية مؤخرًا لدعم النازحين من الفاشر إلى مدينة الدبة، بمتابعة من سعادة الدكتورة مريم المسند، وزيرة الدولة للتعاون الدولي. مؤكدا أن بلاده تمرّ بأصعب مرحلة في تاريخها الحديث، مشيرًا إلى أن ما يشهده السودان منذ أبريل 2023 يمثل استهدافًا وجوديًا للدولة والمجتمع على حد سواء. وأوضح سعادته، خلال إحاطة إعلامية عقدها أمس بمقر السفارة السودانية في الدوحة، أن ما تتعرض له بلاده ليس مجرد صراع داخلي، بل مؤامرة ممنهجة تتزعمها مليشيا “الدعم السريع”، التي تحولت من تمرّد محدود إلى آلة تدمير شاملة، مستهدفة المدنيين ومؤسسات الدولة على نحوٍ ممنهج أدى إلى مأساة إنسانية هي الأكبر عالميًا وفق توصيف المنظمات الدولية.

وبيّن السفير أن اندلاع حرب غزة بعد أشهر من تفجر الأزمة في السودان ساهم في تراجع الاهتمام الإعلامي والدولي بما يجري في بلاده، مما فاقم من حجم المعاناة، مؤكدًا أن السودان وجد نفسه “بين حربين”، واحدة في أوكرانيا وأخرى في غزة، بينما بقيت مأساته في الظل. وتابع السفير موضحًا أن الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في الفاشر ودارفور لم تكن حوادث معزولة، بل امتدادًا لنهج عنيف تكرر في الخرطوم والجزيرة وسنار وكردفان والنيل الأبيض، حيث ارتُكبت مجازر وعمليات نهب واستهداف متعمد للمستشفيات والمساجد ومقار المنظمات الدولية. وأشار إلى أن حصار مدينة الفاشر لأكثر من 500 يوم أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ استخدمت المليشيا التجويع كسلاح حرب، ومنعت دخول الغذاء حتى أكل الناس علف الحيوانات وجلودها.
وأوضح أن المرتزقة الأجانب لعبوا دورًا رئيسيًا في دعم المليشيا، حيث توافد الآلاف منهم من تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان ودول الساحل، كما استخدمت أسلحة متطورة ومسيرات حديثة. وأضاف أن المجازر التي وقعت في الفاشر، والتي خلفت آلاف القتلى، تمثل “واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية في العصر الحديث”، مؤكدًا أن ما حدث موثّق في تقارير وشهادات دولية عدة.
وأشار السفير إلى أن ردود الفعل الدولية عكست حجم الفظائع وأن حكومة السودان تدعو المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، إلى تصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية، ومحاسبة قادتها ومن يدعمهم على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وعدم السماح بالإفلات من العقاب.
واختتم السفير بدرالدين عبدالله بتأكيد ثقة السودان في قدرته على تجاوز المحنة، مشددًا على أن القوات المسلحة السودانية والشعب السوداني المعروف بصموده وشجاعته قادران على هزيمة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار، ليبقى السودان دولةً موحدة فاعلة في محيطها العربي والأفريقي والدولي.
مساحة إعلانية




