
في تحوّل جذري لمشهد الحرب، أصبحت الطائرات المسيّرة الصغيرة والمنخفضة التكلفة هي اللاعب الأهم في المواجهات بين روسيا وأوكرانيا. فبعد أن كانت الخنادق والدبابات سيدة الساحات، بات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة هما من يحددان سير المعركة.
روسيا، بدعم صناعي ضخم، أطلقت أكثر من 34 ألف طائرة مسيرة خلال عام واحد فقط، مما يمنحها تفوقًا عدديًا قد يقلب الموازين في الجو.
البر والبحر يدخلان الخط
لم تعد الطائرات وحدها في المعركة، فأوكرانيا تستخدم مركبات برية غير مأهولة لنقل الإمدادات أو إنقاذ الجرحى وسط النيران، بينما تنتشر في البحر الأسود زوارق مسيّرة تشبه الطوربيدات، هدفها إرباك الأسطول الروسي وصدّ أي تقدم.
كلفة المعركة.. خلل في المعادلة
ما يُنفق لإسقاط طائرة مسيّرة لا يتعدى ثمنها 1,000 دولار قد يصل إلى ملايين الدولارات! ولهذا فإن استخدام أنظمة دفاعية باهظة الثمن ضد مسيّرات زهيدة الكلفة يُنهك الميزانيات العسكرية ويُغير قواعد اللعبة. إنها حرب استنزاف اقتصادية بامتياز.
الذكاء الاصطناعي يدخل الميدان
الموجة القادمة من الحرب ستكون أكثر خطورة بوجود طائرات ذكية قادرة على اتخاذ قرارات هجومية بنفسها. ولهذا السبب تتلق شركات ناشئة تمويلاً هائلًا من المستثمرين، بينما تعتمد موسكو على دعم تقني من إيران والصين.
تصدعات في الداخل الأوكراني
وفي كييف، فجّرت محاولات للسيطرة على هيئات مكافحة الفساد احتجاجات شعبية ضخمة، أجبرت زيلينسكي على التراجع. ومع تأجيل الانتخابات واستمرار الأحكام العرفية، بدأت الوحدة الوطنية بالتصدع، ما يُعطي روسيا فرصة ذهبية لزرع الفوضى السياسية.
استقرار روسي.. لكن بثمن
ورغم المظهر المتماسك، يواجه الكرملين تحديات داخلية حقيقية، عبر انشقاقات، واستقالات، وتململ في النخبة الحاكمة. لكن الحكومة الروسية ترد بإغراءات مالية ضخمة لتجنيد الجنود وتهدئة الشارع، في محاولة لشراء «الهدوء المؤقت».
صراع الأنظمة.. من ينتصر؟
لم تعد المعركة فقط بالسلاح، بل بين نموذجين سياسيين: ديمقراطية أوكرانية تهتز من الداخل، ونظام استبدادي روسي يصمد رغم الحصار. وتبقى الحرب مستمرة.. ولكن التكنولوجيا قد تحسم النتيجة.
أخبار ذات صلة