المتحدث باسم الخارجية الأمريكية لـ الشرق: شراكة قطرية – أمريكية لتحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب

عربي ودولي
244
جهود مشتركة لخفض التصعيد بالمنطقة..
❖ عواطف بن علي
– قطر شريك مهم في جهود خفض التصعيد في غزة
– قنواتنا الدبلوماسية مع الدوحة فاعلة ومفتوحة
– مستوى التنسيق مع قطر متقدّم للغاية ويعكس طبيعة الشراكة الإستراتيجية
– نعمل مع الدوحة عن قرب على القضايا الإقليمية والدولية
– نتعامل مع الأمم المتحدة ببراغماتية ونُعارض القرارات غير المتوازنة
– الاعترافات الأحادية بفلسطين ليست سوى خطوات رمزية لا تُغيّر من الواقع
– التعاون الأمني مع قطر ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة
– زيارة ترامب وروبيو إلى الدوحة رسائل واضحة على عمق التعاون
أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية مايكل ميتشل أن قطر تُعد شريكًا استراتيجيًا مهمًا للولايات المتحدة في جهود خفض التصعيد الإقليمي، خاصة في ظل الأزمات المتصاعدة في المنطقة، وعلى رأسها الحرب في غزة. وأشاد ميتشل بمستوى التنسيق المتقدم بين واشنطن والدوحة، مشيرًا إلى أن الشراكة بين البلدين تستند إلى الثقة والمصالح المشتركة، وتهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتعزيز المسارات الدبلوماسية، ومكافحة الإرهاب.
وقال ميتشل في حوار خاص لـ»الشرق» إن «زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الدوحة في مايو الماضي، وزيارات وزير الخارجية ماركو روبيو الأخيرة ولقاءاته مع القيادة القطرية في الدوحة، كلها رسائل واضحة على عمق هذا التعاون. قطر شريك موثوق في مساعي خفض التصعيد وتهيئة الظروف لحلولٍ سياسية واقعية، هذا تعاونٌ شامل لا يقتصر على ملف بعينه، بل هو شراكة استراتيجية نُقيّمها على أنها راسخة ومتنامية.»
وشدد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن التعاون الأمني والدفاعي بين الولايات المتحدة وقطر قائم منذ عقود ويُعدّ ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة. مبرزًا ان واشنطن ملتزمة بتوسيع التعاون مع قطر في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية بوصفها شراكة شاملة تعكس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وإليكم التفاصيل في الحوار التالي.
◄ هل يمكنكم تسليط الضوء على اللقاءات التي جمعت مسؤولين أمريكيين بمسؤولين قطريين خلال اجتماعات الأمم المتحدة؟
نُقدّر شراكتنا الوثيقة مع دولة قطر، وقد شمل تواصلنا هذا الأسبوع لقاءاتٍ رفيعة المستوى مع شركاء من كل أنحاء المنطقة، ركّزت على القضايا الإقليمية الملحّة. جوهر هذه اللقاءات هو التنسيق العملي لإنهاء الحرب في غزة عبر إطلاق سراح جميع الرهائن وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين، إضافةً إلى ملفات الاستقرار الإقليمي. ليس لدينا ما نُعلنه بشأن تفاصيل أكثر، لكن قنواتنا الدبلوماسية مع الدوحة فاعلة ومفتوحة، ونرى في قطر شريكًا مهمًا في جهود خفض التصعيد ودفع المسارات الدبلوماسية قُدمًا وقد كانت زيارة الوزير روبيو الأخيرة لقطر خير دليل على أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية التي تجمعنا بقطر.
– شراكة راسخة
◄ كيف تقيّمون مستوى التنسيق والتعاون بين الولايات المتحدة وقطر في القضايا الإقليمية والدولية المطروحة؟
مستوى التنسيق بين الولايات المتحدة وقطر متقدّم للغاية ويعكس طبيعة الشراكة الاستراتيجية بين بلدَينا. نعمل معًا عن قرب على القضايا الإقليمية والدولية، سواء فيما يتعلق بإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن، أو في ملفات أوسع مثل استقرار المنطقة، ومكافحة الإرهاب، ودعم الجهود الدبلوماسية في الساحة الدولية. زيارة الرئيس ترامب إلى الدوحة في مايو الماضي، وزيارات الوزير روبيو الأخيرة ولقاءاته مع القيادة القطرية في الدوحة، كلها رسائل واضحة على عمق هذا التعاون. قطر شريك موثوق في مساعي خفض التصعيد وتهيئة الظروف لحلولٍ سياسية واقعية، بإيجاز، هذا تعاونٌ شامل لا يقتصر على ملف بعينه، بل هو شراكة استراتيجية نُقيّمها على أنها راسخة ومتنامية.
◄ هل هناك مبادرات أمريكية قطرية مشتركة تم الإعلان عنها أو جرى التحضير لها تمت خلال هذه الدورة؟
ليس هناك إعلانات محددة في هذه المرحلة بشأن مبادرات جديدة خلال الدورة الحالية للجمعية العامة، لكن ما يمكن التأكيد عليه هو أن الشراكة بين الولايات المتحدة وقطر شراكة متنامية ومستمرة على مستويات متعددة. العلاقة الثنائية قائمة على تنسيق استراتيجي يغطي ملفات السياسة الإقليمية، والأمن، والاقتصاد، والتعليم، والعمل المشترك في المؤسسات الدولية. هذه العلاقة لا تُقاس بالإعلانات الآنية فقط، بل بقدرتها على تحقيق نتائج ملموسة على الأرض وبناء أسس متينة للتعاون طويل الأمد. وبالتالي، فإن التركيز الأساسي هو على مواصلة هذا الزخم وتطوير أطر التعاون بما يخدم مصالح البلدين ويُعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
– تحقيق الاستقرار
◄ كيف تنظرون إلى دور قطر في ملفات الوساطة الإقليمية، خصوصًا في ظل التطورات الأخيرة في غزة؟
نُقدّر مساهمات قطر في الجهود الرامية لإنهاء الحرب عبر دفع مفاوضات إطلاق سراح الرهائن وتهيئة الظروف لسلامٍ قابل للاستمرار. مبدأنا واضح: أي وساطةٍ تُقاس بقدرتها على تحقيق إطلاقٍ سراح فوري لجميع الرهائن، وضمان تدفق المساعدات إلى المدنيين، ووضع أسسٍ تحول دون عودة العنف. من هذا المنطلق، نرى أن لقطر دورًا مهمًا ضمن شبكة الشركاء العاملين لتحقيق هذه الأهداف.
◄ كيف تصفون العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وقطر حاليًا؟
العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر راسخة واستراتيجية وتشمل مجالاتٍ واسعة. الرئيس ترامب زار الدوحة في مايو الماضي، وأجرى محادثات معمّقة مع القيادة القطرية، ووزير الخارجية ماركو روبيو كان في الدوحة مؤخرًا أيضاً. هذه الزيارات تؤكد الأهمية التي نوليها لعلاقاتنا مع قطر كشريك رئيسي في المنطقة. نتعاون في مجالات الأمن والدفاع، والطاقة، والاستثمار، والتعليم، إلى جانب التنسيق السياسي الوثيق في القضايا الإقليمية والدولية. ما يجمعنا هو شراكة تقوم على الثقة والمصالح المشتركة، وحرص مشترك على تحقيق الاستقرار والازدهار.
◄ هل تتجه الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الأمني أو العسكري مع قطر في الفترة المقبلة؟
التعاون الأمني والدفاعي بين الولايات المتحدة وقطر قائم منذ عقود ويُعدّ ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة. قاعدة العديد الجوية مثالٌ بارز على ذلك، وهي تُمثل مركزًا رئيسيًا للتنسيق العسكري والعمليات المشتركة. نحن نُجري مراجعات مستمرة لتعزيز هذا التعاون بما يلبي التحديات الجديدة، سواء في مجال مكافحة الإرهاب أو الدفاع الإقليمي. وفي الوقت نفسه، نحن ملتزمون بتوسيع التعاون مع قطر في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية، لأن العلاقة الثنائية لا تقتصر على الأمن فقط، بل هي شراكة شاملة تعكس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
– الأمم المتحدة
◄ وجّه الرئيس ترامب انتقادات لطريقة عمل الأمم المتحدة، ما هو الموقف الأمريكي الرسمي حاليًا من المنظمة ودورها؟
نتعامل مع الأمم المتحدة ببراغماتية واضحة: ندعم دورها عندما تكون منصةً تُفضي إلى نتائج حقيقية في منع النزاعات وحماية المدنيين، ونُعارض المقاربات الأدائية أو القرارات غير المتوازنة التي تُطيل أمد الأزمات أو تكافئ الجهات المتطرفة. الرئيس ترامب في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأيضا وزير الخارجية روبيو خلال اجتماعاته وكلمات ألقاها، قاموا بحث الأمم المتحدة على «العودة إلى الأساسيات»: حفظ السلم والأمن الدوليين، ودعم مفاوضات السلام الجدية، وتحسين آليات المساعدات لتصل إلى مستحقيها بعيدًا عن الاستغلال.
◄ مع تزايد الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين، ما هو موقف الولايات المتحدة من هذه التطورات؟ وهل هناك تغيير في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية في ضوء الأحداث الجارية؟
الولايات المتحدة ترى أن الاعترافات الأحادية ليست سوى خطوات رمزية لا تُغيّر من الواقع على الأرض ولا تُقرّب إنهاء الحرب. هذه الخطوات قد تُرضي اعتبارات سياسية داخلية في بعض الدول، لكنها لا تُنتج سلامًا حقيقيًا ولا تُساهم في تحرير الرهائن أو إنهاء حكم حماس الذي جلب الدمار لغزة. سياستنا ثابتة وواضحة: الحل لا يأتي عبر بيانات اعتراف، بل عبر مفاوضات تضمن أمن إسرائيل وتُتيح للفلسطينيين مستقبلًا أفضل ضمن ترتيباتٍ قابلة للاستمرار. الرئيس ترامب ووزير الخارجية روبيو شددا مرارًا أن الطريق الوحيد إلى سلام دائم يمر عبر معالجة جذور الصراع وإنهاء التهديد الذي تمثله حماس، وليس عبر خطوات رمزية لا أثر لها.
◄ تحدث الرئيس الأمريكي عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا، ما هي الخطوات التي تقوم بها واشنطن لتحقيق هذا الهدف؟
تعمل الولايات المتحدة على إنهاء الحرب عبر مزيجٍ من الدبلوماسية النشطة مع الشركاء، وحشد المواقف الدولية لإنهاء هذه الحرب التي استمرت لمدة طويلة جدا. الولايات المتحدة تدفع باتجاه مسارٍ تفاوضي ذي مصداقية، وننسّق مع الأوروبيين للحدّ من مصادر تمويل آلة الحرب، مع إبقاء جميع أدوات الضغط المشروعة قيد البحث خدمةً لهدفٍ واحد، ألا وهو وقف القتال والوصول إلى تسوية تُنهي هذه الحرب وتُعيد الاستقرار الأوروبي.
مساحة إعلانية