أخبار العرب والعالم

جبهة الضفة على حبل مشدود

عربي ودولي

8

19 سبتمبر 2025 , 06:59ص

alsharq

❖ رام الله – محمـد الرنتيسي

بين حرب الأبراج التي أخذت تتصاعد في مدينة غزة، واتصالات سياسية بدت باهتة، وتوعد إسرائيلي بالرد على عمليات القدس وطولكرم، بدأت الأوضاع تأخذ منحنى التوتر في الضفة الغربية، التي بات انفلاتها معلّقا على خيط رفيع.


وبين التريث المشوب بإشارات على قادم أسوأ، وتلمس الرد الإسرائيلي، تنتظر الضفة الغربية إجراءات عقابية إسرائيلية، بدأت تظهر على وجه السرعة، من خلال عدد الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية، التي أغلقت غالبية مداخل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، في خطوة يقرأ فيها مراقبون إعادة تفعيل لسياسة خنق الضفة الغربية.


الفلسطينيون ينتظرون إطفاء النار في غزة، فكيف لو شبّت في الضفة؟ سؤال تداوله مواطنون، في سياق التكهنات بشأن ما رسمه كيان الاحتلال لمستقبل الضفة الغربية، التي تشهد توتراً يتيح للمراقبين الغوص أكثر في السيناريوهات المرتقبة.


 وفي وقت كانت رادارات الضفة، ترصد ما يجري على تخوم مدينة غزة، من تدمير للأبراج الشاهقة، تمهيداً لاجتياحها، انتقلت كرة النار سريعاً إلى مشارف مدينة رام الله، حيث مقر القيادة الفلسطينية، التي بدأت على الفور التعاطي مع الإجراءات الإسرائيلية العقابية، إذ قضى المئات من أبناء قرى جنوب وغرب رام الله أياماً وليالي على الحواجز العسكرية.


وأمام تلويح الاحتلال بالرد على عملية القدس، التي انطلقت من قريتي قطنّة والقبيبة قرب رام الله، وما يترتب على ذلك من تضييق على حركة الفلسطينيين، ترتسم مؤشرات صعبة، خصوصاً في ظل تهديدات وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس بتحويل القريتين إلى ما يشبه بيت حانون وجباليا في قطاع غزة. ولم تر أوساط سياسية في تهديدات الكيان، ما يؤشر على عاصفة رد فعل أولي وسرعان ما تخبو، بل إن الرسائل الإسرائيلية لسكان الضفة الغربية بوجه عام، لم تكن مشفّرة، بل بدت أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، فكيان الاحتلال لن يسمح بتكرار هجوم القدس، أو ما وصفه مراقبون بـ»ميني 7 أكتوبر».


وفق الكاتب والمحلل السياسي محمـد دراغمة، فبالتوازي مع الحرب الطاحنة على غزة، تدير إسرائيل حرباً غير معلنة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، تتضمن خنقاً اقتصادياً وسياسياً، وعمليات ترحيل للمواطنين وإحلال المستوطنين مكانهم، وهذه الإجراءات تهدف إلى دفع سكان الضفة الغربية للهجرة، وتغيير الطابع الفلسطيني لها، عبر توسيع المستوطنات المقامة على أراضيها.


يشرح دراغمة: «الإعلام الإسرائيلي يطلق على هذه الممارسات «حرب سموتريتش» في إشارة إلى السياسات التي يتبعها الوزير الإسرائيلي المتطرف، الذي لا يُخفي هدفه المعلن بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، واستبدالهم بالمستوطنين، وهذا سيزيد الأوضاع تعقيداً».


ومع مضي الكيان الإسرائيلي في استهدافات تدميرية لأبراج ومعالم غزة، وتصعيد الاقتحامات الإسرائيلية لمدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، وما يتخللها من اعتقالات واعتداءات وأعمال تخريب في الممتلكات، يرجح مراقبون أن يدفع هذا إلى تبلور حالة من المواجهة وردة الفعل الفلسطينية، ما ينذر بصدام جديد في الضفة الغربية، كما يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد، مشيراً إلى أن المعطيات والظروف السياسية الراهنة تبدو أكثر نضوجاً لمثل هذا السيناريو.


وبدا في عموم الضفة الغربية ألا صوت سيعلو في المدى القريب فوق صوت التصعيد الملتهب، من دون أن يكون بمقدور أي من المراقبين الجزم، ما إن كان الصدام المنتظر سيبقى ضمن حدوده الراهنة، أو أن يلعب كيان الاحتلال بورقة أكثر سخونة.

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى