خبراء ومحللون مصريون: قمة الدوحة تعقد في ظرف بالغ الدقة يتطلب توحيد المواقف لحماية الأمن القومي العربي

عربي ودولي
208
القاهرة – قنا
أكد خبراء ومحللون مصريون، أهمية استضافة دولة قطر قمة عربية وإسلامية طارئة الأسبوع الجاري، للتأكيد على مساندة العالمين العربي والإسلامي لتحركات الدوحة في المحافل الدولية والإقليمية في مواجهة العدوان الاسرائيلي الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس في العاصمة الدوحة يوم الثلاثاء الماضي.
وقال الخبراء والمحللون، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن قمة الدوحة تعقد في ظرف بالغ الدقة يستدعي موقفا عربيا موحدا يتجاوز بيانات الشجب التقليدية إلى خطوات عملية لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل والوقوف مع دولة قطر في خندق واحد، وتأييد كل الإجراءات التي ستتخذها من أجل حماية والدفاع عن سيادتها في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، لافتين إلى أن المطلوب من قمة الدوحة هو التأكيد على أهمية حماية الأمن القومي العربي بأسره، فضلا عن الدفاع عن فلسطين كقضية مركزية في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار، شدد الدكتور سمير فرج المفكر والخبير الاستراتيجي المصري، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، على أهمية انعقاد القمة العربية والإسلامية الطارئة في الدوحة عقب الاعتداء السافر الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي ضدها، بهدف توجيه رسائل ردع مهمة، مع ضرورة تدشين استراتيجية عربية لتأمين الدول العربية والإسلامية ضد الأخطار، خاصة وأن هناك أخطارا مباشرة تتمثل في إسرائيل، وأخرى غير مباشرة تهدد الأمن القومي العربي.
وأكد فرج أن تبني القمة استراتيجية لوحدة العمل العربي سياسيا واقتصاديا وإعلاميا وعسكريا بات أمرا مهما في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، مؤكدا أن توحيد هذه العناصر من شأنه تحقيق الردع المطلوب في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل، والذي تصاعد بشكل كبير بالاعتداء الغاشم الذي ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر استهداف دولة قطر مؤخرا.
من جانبه، أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، في تصريح مماثل لـ “قنا”، الوقوف مع دولة قطر في خندق واحد وتأييد كل الإجراءات التي ستتخذها لحماية والدفاع عن سيادتها في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن انعقاد قمة عربية وإسلامية طارئة في الدوحة يؤكد على مساندة العالمين العربي والإسلامي لتحركات دولة قطر في المحافل الدولية والإقليمية رفضا للعدوان الإسرائيلي الذي استهدف أراضيها يوم الثلاثاء الماضي.
وأعرب هريدي عن تطلعه إلى أن تتخذ القمة الطارئة موقفا عمليا لمساندة دولة قطر ومواجهة التهديدات الإسرائيلية للدول الخليجية والعربية، فضلا عن الوقوف بقوة إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، واتخاذ قرارات مقاطعة شاملة لإسرائيل حتى توقف عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
بدوره، قال عزت إبراهيم رئيس تحرير صحيفة الأهرام ويكلي، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن قمة الدوحة تعقد في ظرف بالغ الدقة يستدعي موقفا عربيا موحدا يتجاوز بيانات الشجب التقليدية إلى خطوات عملية لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل والذي امتد ليشمل الاعتداء على دولة قطر الشقيقة، مشيرا إلى أن المطلوب من قمة الدوحة ليس فقط الدفاع عن فلسطين كقضية مركزية، بل أيضا حماية الأمن القومي العربي بأسره، حيث إن استمرار العدوان بلا ردع سيؤدي إلى فوضى أكبر ويمنح غطاء لسياسات التطهير العرقي وتفكيك الهويات الوطنية.
ولفت، في هذا الصدد، إلى أن المطلوب من قمة الدوحة، هو موقف سياسي واضح يرفض محاولات التهجير القسري للفلسطينيين، ويضع خطوطا حمراء أمام أي توسع عسكري إسرائيلي نحو دول الجوار، موضحا أن القمة ينبغي أن تعيد الاعتبار للمبادرة العربية للسلام، ولكن في إطار جديد يواكب التحولات الإقليمية والدولية، كما شدد على ضرورة توظيف الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية، بما في ذلك العلاقات مع القوى الكبرى والضغط عبر المؤسسات الدولية، لتذكير المجتمع الدولي بأن الاحتلال والاستيطان هما أصل الأزمات في المنطقة.
وأشار إلى أنه من الضروري أن تنبثق عن القمة، في هذا الصدد، آلية عملية لتنسيق الجهود الإنسانية والإعلامية، في ظل المأساة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها قطاع غزة، لافتا إلى أن إسرائيل تستغل السيطرة على السردية لتبرير جرائمها، وأن المطلوب هو منصة عربية موحدة لتوثيق الانتهاكات، ودعم الصحفيين الميدانيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا قيود، بما يضع العالم أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية.
مساحة إعلانية