عظام متكسرة داخل صندوق تنتظر عائلته لتتعرف على جثمانه في غزة

عربي ودولي
154
غزة- ريما محمد زنادة
لم يكن داخل صندوق المساعدات مواد غذائية إنما وجد فيها جثمان شهيد ارتقى خلال محاولاته المتكررة للحصول على المساعدات الغذائية التي باتت معروفة لأهل غزة بـ”مصائد الموت”.
لا يوجد أي ملامح لذلك الجثمان إنما قطع وعظام متكسرة وضعت داخل صندوق صغير اختفت فيه كل تفاصيل صاحبة فمن الصعب جدا التعرف لمن يعود هذا الجثمان.
من الصعب أن تتعرف عائلته عليه وكيف لوالدته ان تقلب قطع عظامه ولحمه حتى تجزم إن كان نجلها أو لا.
وتواجدت داخل الصندوق حذاء أيضا لا يعلم إن كان له أو كان ملقى على الأرض فوضع معه ظنا أنه لهذا الجثمان، ليكون علامة تتعرف عليه عائلته.
وكانت عبير علي واحدة من الأمهات الثكلى التي لازالت تبحث بين الجثامين عن نجلها حسن الذي فقدته خلال العدوان على غزة ولازالت أخباره مغيبة كليا.
وقالت لـ”الشرق” وقلبها يشتغل نارا:”كلما أسمع بالعثور على جثمان اطلب من زوجي الذهاب لرؤيته لعله يكون ابني حسن”.
مئات من الشهداء لازالوا في أعداد المفقودين لايعلم عنهم شيء فمنهم من فقد أثناء محاولته الحصول على مساعدات غذائية بمنطقة “مصائد الموت” حيث كان يصاب عدد منهم ويمنع وصول إليهم سيارة الإسعاف مما يؤدي إلى ارتقائهم فيعمل الاحتلال على دهسهم بالدبابات وغمرهم بالتراب.
وهذا يزيد الأمر تعقيدا في محاولات البحث المتكررة لعائلته دون جدوى معرفة مصير أبنائها.
ولازالت المئات من الأمهات الثكلى في قطاع غزة لايعرفن شيء عن أبنائهن فمنهن منذ بداية العدوان على غزة، ومنهم مع بداية “مصائد الموت”.
وكل يوم يحدثن أنفسهن على أمل العثور على أبنائهن على قيد الحياة رغم أن الواقع يتحدث عن غير ذلك.
وهذا الصندوق الشاهد على فضائع وجرائم الاحتلال كان كل من فقد ابنه لابد حين السماع به الهرولة نحو تواجده، ليتأكد إن كانت قطع اللحم والعظم تعود لابنه أو غيره من أبناء غزة.
غزة تعيش أصعب الظروف وحكايات الوجع ما بين عائلات تبحث عن أبنائها وجثامين مقطعة تنتظر أن تتعرف عائلتها عليها.
مساحة إعلانية