أمانة نجران تتجاوب مع «الوطن» وتردم طفح الصرف الصحي

وقد أعرب عدد من المواطنين من ساكني الحي لـ«الوطن» عن تذمرهم من تجمع مياه الصرف الصحي، التي مضى عليها ما يقارب سنة دون معالجة. وطالبوا الجهات المعنية بالتدخل العاجل، لصيانة شاملة لشبكات الصرف الصحي، واستخدام المبيدات البيولوجية الآمنة لمكافحة الحشرات.
وقال المواطن تركي آل سعد إن مصدر الطفح خارج من «ماسورة» للصرف الصحي بمجمع الإسكان المجاور للحي، وبقاءها دون إغلاق تسبب في تسرب المياه منها، وانتشار الروائح وتجمع الحشرات الضارة.
وأوضح أن المخاطر لا تقتصر على الجانب الصحي فقط، بل تمتد إلى الجانب البيئي والمعيشي، فالمياه الراكدة تُعد مرتعًا لتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض مثل البعوض والذباب، مما يرفع من احتمالات تفشي بعض الأمراض مثل حمى الضنك والملاريا وغيرها.
البنية التحتية
أجمع كل من سعيد آل عدينان، ومحمد آل عسكر، على أن معاناة السكان تجاوزت العام، حيث تقدموا ببلاغ إلى أمانة المنطقة بتاريخ 4/2/1446 هـ، وتمت مداولته بين ستة أقسام، ولكن لم تتم معالجة الموضوع، مضيفين أن مشكلة تجمعات مياه الصرف تعتبر أحد أبرز التحديات البيئية والصحية التي تواجه السكان، حيث تحوّلت من مجرد خلل في البنية التحتية إلى خطر يهدد الصحة العامة على المدى البعيد، ولا سيما لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة كالأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي. وأوضحا أن معاناة ساكني حي الجامعة تزداد يومًا بعد يوم، وأسهمت في تدهور المشهد الحضري العام، وتفاقم مشكلة التلوث البصري والروائح الكريهة.
مضاعفات محتملة
من جهتها، أشارت الدكتورة بشرى الحربي، المختصة في مجال الصيدلة، أن مياه الصرف الصحي تحتوي على خليط خطير من الكائنات المُمرضة، تشمل بكتيريا الإشريكية القولونية مثل السالمونيلا والليبتوسبيرا والليجيونيلا، وهي بكتيريا مرتبطة بأمراض قاتلة مثل داء الليجيونيير وحمى التيفوئيد. كما تنتشر في هذه المياه فيروسات مُمرضة، مثل فيروس التهاب الكبد A وفيروس الروتا، وكلاهما شديدا العدوى، ويمكن أن ينتقلا عبر ملامسة المياه الملوثة أو استنشاق الرذاذ المحمول بالهواء.
وأضافت أن هذه التجمعات الراكدة تُعد بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا والفيروسات والطفيليات، وتسهم بشكل مباشر في تدني جودة الهواء عبر انبعاث روائح كريهة وغازات سامة، مثل كبريتيد الهيدروجين والأمونيا، وهي مركبات معروفة بتأثيرها الحاد على الجهاز التنفسي.
وتشير تقارير طبية إلى أن التعرض المزمن لهذه الغازات قد يؤدي إلى التهابات الشعب الهوائية ونوبات متكررة من الربو وتهيّجات مستمرة في العينين والأنف، إلى جانب مضاعفات محتملة على القلب والجهاز العصبي في حالات التعرّض الطويل.