لايف للإغاثة والتنمية وبالتعاون مع كنيسة المهد: معالجة مشكلة الأمن الغذائي في الضفة الغربية باتت ضرورة

عربي ودولي
48
الدوحة – الشرق
تعاني الضفة الغربية من تدهور الأوضاع الإنسانية منذ عشرات السنين، لكنها تفاقمت بشكل أكبر عقب الحرب في غزة، حيث تسبب التدهور الاقتصادي وتوقف حركة السياحة في مدينة بيت لحم خاصة والتي كانت في السابق مركزاً سياحياً وتراثياً وثقافياً مزدهراً، في تفاقم الأزمة بسبب ارتفاع معدلات البطالة، وأغلاق الشركات، قدر عدد الفلسطينيين النازحين من الضفة الغربية منذ بداية 2025 بأكثر من 40,000 شخص، وفي مايو فقط نزح حوالي 33,000 فلسطيني من مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم، وهو أكبر موجة نزوح منذ عام 1967!
تواصلنا مع نورا سوالمة مدير مكتب لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief and Development في الضفة الغربية والتي تتحدث عن أوضاع النازحين وجهود المؤسسة عبر هذا الحوار:
بداية كيف تبدو الأوضاع الإنسانية في الضفة الغربية عامةً، وفي بيت لحم خاصةً؟
تكرار النزوح من المناطق القروية والواقعة في محيط الجدار الفاصل نحو مراكز المدن بحثاً عن الأمان والخدمات الأساسية أدى إلى أوضاعاً معيشية صعبة في ظل اكتظاظ سكاني في بيت لحم، إلى جانب نقص في الموارد، وضعف في الوصول إلى الرعاية الصحية، والتعليم، والدعم النفسي، خاصة الأطفال والنساء.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها المؤسسات المحلية والدولية لتقديم المساعدات الطارئة، إلا أن الاستجابة لا تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة، لذلك تسعى “لايف” بالتعاون مع إدارة كنيسة المهد إلى دعم الفئات الأكثر ضعفاً وتهميشاً من خلال توفير بيئة طيبة توفر وصول المساعدات مع حفظ كرامة المتعففين في ظل هذه الأوقات الصعبة، خاصة الأرامل، والأيتام، وكبار السن، والمعاقين.
لماذا تهتمون بالشراكات الإنسانية كما هو الحال في شراكتكم مع كنيسة المهد؟
“لايف” نالت جائزة دبي الإنسانية 2025 لأفضل شراكة مؤثرة عن مخيمات الإيواء في قطاع غزة، حيث إن شراكاتها مدروسة بعمق في كافة مشروعاتها، وتعاوننا مع كنيسة المهد في بيت لحم الآن يمثل بداية شراكة فعالة تهدف إلى جعل الكنيسة مركزاُ رئيسياُ للجهود الإنسانية في الضفة الغربية، حيث شملت المبادرة آلاف النازحين في مخيمات جنين ونابلس ورام الله، وقد عزز هذا الوحدة والتعاطف وتخفيف الأمل في وقت حرج على كل أنحاء فلسطين من خلال البدء بتوزيع اللحوم الطازجة والسلال الغذائية.
فنحن نعمل في فلسطين منذ عام 2001 من خلال مكتبنا هنا في الضفة الغربية، ومكتبين في غزة، ونسعى بشكل أساسي إلى تحسين الأمن الغذائي للنازحين في كافة أنحاء فلسطين من خلال توفير السلال الغذائية الشهرية، والوجبات الطازجة والخبز الطازج، وسلال الخضراوات الطازجة.
هل تحدثوننا باختصار عن مشروعاتكم لدعم النازحين على أرض الواقع؟
مشروعات دعم النازحين تأخذ الحجم الأكبر في غزة، حيث تكثف “لايف” جهودها لبناء مخيمات الإيواء في قطاع غزة – وحالياً الجهد الأكبر في شمال القطاع – والتي توفر فيها الخيام المتينة الصنع وألواح الطاقة الشمية لتوفير الكهرباء، وأفران الطين للطهي، ودورات المياه للحفاظ على كرامة النساء والأطفال وكبار السن، هذا إلى جانب توفير ” طرود الكرامة” لمستلزمات النساء بشكل دوري، ومستلزمات الشتاء ومستلزمات الرضع والطعام المدعم بالفيتامينات، وصيدلية طبية.
كما عملت “لايف” على توفير مياه الشرب النقية من خلال توفير مولدات الكهرباء، وإعادة تشغيل الآبار، إلى جانب العمل خلال عام ونصف من الحرب في غزة على دعم استمرارية تشغل 3 مستشفيات أساسية في القطاع من خلال توفير الأجهزة الطبية ومستلزمات العمليات والأدوية.
وماذا عن المشروعات المستدامة التي تقوم عليها لايف خلال 24 عاماً مضت؟
بعد مشروعات الإغاثة الطارئة ودعم النازحين، تهتم “لايف” بدعم الأيتام وكفالتهم المتكاملة، وبرامج الدعم النفسي الخاصة بهم وبأسرهم من خلال متخصصين وخبراء حيث كان يبلغ عددهم 3175 أسرة يتيم في الإحصاءات الأخيرة قبيل الحرب، إلى جانب دعم التعليم وعودة الأطفال لصفوفهم الدراسية، والمنح الجامعية، وكذلك المشروعات الصغيرة ودعم المعاقين ودعم كبار السن والمقعدين كما قمنا في بيت ساحور وبيت لحم منذ بضعة أسابيع.
وقد واجهتنا العديد من القصص المحزنة والمفرحة في آن واحد خلال تواصلنا مع المتعففين في بيت لحم حيث التقينا سيلفيا وهي أم لثلاثة أطفال من بيت لحم، تعاني من ضغوطات شديدة على الجانب المالي والاجتماعي، وكان دعمنا لها بمثابة طوق نجاة لتوفير قوت يومها للصغار.
وقد أكد لنا القس الأب عيسى ثلجية أحد خدمة كنيسة المهد في بيت لحم حجم السعادة التي سببها دعم المتعففين في بيت لحم والتي منحتهم شعور التضامن والاحترام.
مساحة إعلانية